اتصل بنا
 

المتسوق الخفي...الرزاز يضمر شراً للقطاع العام

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-05-23

المتسوق الخفي.. .الرزاز يضمر شرا للقطاع
نيسان ـ ابراهيم قبيلات

أفزعنا رئيس حكومة النهضة الدكتور عمر الرزاز، وهو يقلب أوجاع دائرة الأراضي والمساحة قبل أيام على الملأ، مستعيناً بأدوات إدارية بالية تعود لما قبل الدولة.
ماذا يعني أن يزور المتسوق الخفي القطاع الحكومي المدمر أساساً، ثم يتبعه الرئيس بزيارات موثقة يقرع بها المسؤولين والموظفين على أخطاء أوجدتها السياسات العامة وصاروا هم جزءاً منها!
بالطبع، لا أحد ينكر عمق الأزمة المركبة في القطاع العام، فهناك مؤسسات بمباني ضخمة توفر مئات المكاتب لموظفين لا يعملون شيئاً سوى النقر على أجهزتهم الذكية طوال ساعات الدوام أو تصفح المواقع على أجهزة الحكومة المجانية.
يدرك الرزاز جيداً ان جل هؤلاء الموظفين دخلوا مكاتبهم زوراً وبهتاناً، دخلوها آمنين عبر الرشى السياسية بين الحكومة ومؤسسة التشريع، وصاروا يتمتعون بامتيازات رسمية لا يمكن اليوم القذف بهم الى الشارع بعد نفاد عطوة الحكومة لأي مؤسسة يزورها متسوقهم الخفي.
لا يحتاج القطاع العام متسوقاً خفياً لنعرف عيوبه، فهي معروفة للجميع، وعلى الحكومة أن تبادر للحل لا لتقليص القطاع العام بحجة ضعف الخدمة.
هناك موظفون غير مؤهلين، وهناك آخرون غير كفؤين يجلسون على مقاعد رسمية، وتحتاجهم الناس في قضاياهم اليومية، ولا بد من تطوير أدواتهم وتمكينهم بدلاً من شيطنتهم وتقديمهم كقرابين على مذبح تقليص دعم موازنات القطاع العام استجابة لأوامر صندوق النقد الدولي.
المريب أن تعود الحكومة الرزازية الى سلة الأمس وأدواته الادارية وهي تحمل بيدها مشروع النهضة الوطني في تناقض يكشف نواياها السوداء تجاه العمود الفقري في الدولة.
خدمات الناس بأسوأ مستوياتها، والصحة والتعليم والبنى التحتية لا ينقذها متسوق خفي، ينقذها مضاعفة موازنة القطاع العام، ووقف مبدأ التوظيف على طريقة الهبات والاعطيات لصالح تمتين الموظفين وتسليحهم بكل أدوات الانتاج والادارة الحديثة بدلاً من الاستعراض أمام الكاميرات بحجج مبتذلة.
لا أهلاً ولا سهلاً بحكومة تريد تعرية البيرقراط الأردني دون خطط لتطويره، بينما هي تصمت عن ملفات فساد وتبطش بكل من يعترض على سياساتها.

نيسان ـ نشر في 2019-05-23


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً