اتصل بنا
 

الرزاز منزوع الهيبة..'الرابع' لا يليق بك

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-05-18

الرزاز منزوع الهيبة.. الرابع لا يليق
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...سقط الرئيس عمر الرزاز في فخ الأزمة التي تمّ تفجيرها بحقّ النائب السابق هند الفايز، بعد أيام قليلة من تعديله الوزاري الأخير، ليتبيّن بكل وضوح أن مراكز القوى لا تستقوي وحدها على حكومته، بل إن وزير الداخلية الجديد تجرأ على تصفية "حسابات شخصية" مع الفايز بلا اكتراث بصورة الحكومة ومصداقيتها.
صممنا آذاننا قبلها عن حادثة انفجار قنبلة "مسمومة" كان بطلها صحافي نقل أزمته وخلافه الشخصي مع جاره "الراعي" إلى حواف خطيرة من شطر المجتمع أفقياً على صفحات التواصل الاجتماعي، لكن الرزاز يبدو آخر من يعلم ويدري بما يحدث داخل حكومته وخارجها.
آخر ما كان ينقص الرئيس الضعيف أن يبدو هشاً وفاقداً للأهلية حتى في إدارة الملفات الفردية لتكتمل المعادلة. أمس الأول ظهر الرزاز في أسوأ صورة مرّت برئيس وزارء منذ عقود، صورة لن ينازعه عليها أحد، بعد أن أذعن لرغبة وزيره سلامة حماد في تسوية ملفاته مع هند الفايز.
لا يمكن أن ترضى الدولة الأردنية بكامل مراكز قواها، أن تدار المعركة مع شخصيات معارضة من باب النكاية والشخصنة، وأن تضع هيبتها وقدرتها على إحقاق القانون على المحك من خلال جملة هفوات وعثرات لا تليق بحكومات جمهوريات الموز.
أولها، أن يتم تسريب نسخة عن طلب التنفيذ القضائي بحق الفايز وتسريبها لوسائط التواصل الاجتماعي، حيث يريد من يقفون وراء هذا التسريب أن يستعرضوا قوتهم داخل الحكومة وقدرتهم على ملاحقة أي مواطن مهما كانت سبب ملاحقته.
ثانيها، أن تذهب قوة أمنية خلال أقل من ساعات للقبض على النائب السابق، ثمّ الادعاء بأن هناك عطلاً في النظام الإلكتروني لدى التنفيذ القصائي، رغم أننا نعلم انه يمكن استيفاء المبلغ المرقوم بطريقة يدوية ثم برمجته لاحقاً على السيستم، وتأخير الإفراج عنها لساعات إضافية.
كل ما جرى يثبت أن شخصية مسلوبة الهيبة وضعيفة الإرادة وغير قادرة على على إدارة مجرد ملف ضرائب أو غرامات لأي مواطن، هي من تدير شؤون المواطنين في "الدوار الرابع".
بالنسبة إلى البعض فإن الرزاز مغلوب على أمره، ويذهب هؤلاء المتعاطفون إلى نكتة الرزاز السمجة عن تردي الطبابة في مستشفى البشير، قبل أيام في سهرة مركز حماية الصحفيين الرمضانية، ليؤكدوا صدق حديثهم.
تقول النكتة في أحد جوانبها أيضاً إن الرزاز أضعف من أن يُحدث معالجات حقيقية، وينقذ ما يمكن إنقاذه، وأن الحكومة لن تغادر مساحة الإنشاء لحيز الفعل الوطني المأمول، وإن إلقاءها هو اعتراف مكتمل العناصر إذاً.
قبل الرزاز، كان الاستقواء محصوراً ببعض العصابات والزعران وقطاعي الطرق، فيما هي اليوم تأخذ شكلاً جديداً، شكل يرتدي به صاحبه بزّته الرسمية، ويجلس خلف مكتبه مهاباً، ثم يأمر فتنفذ الحكومة وأذرعها التنفيذية طلبه بهدوء ومن دون مشاكسة.
ونحن هنا لا نتحدث عن حادثة الفايز عيناً، إنما عن عموم المشهد الرسمي الأردني بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة من السخف والابتذال.
في الحقيقة، الناس لم تعد تتعاطى مع الرئيس بوصفه ضعيفاً، بل إنها غدت تتحدث كثيراً عن هيبة "كرسي الرئيس" واشتراطات من يشغله من الرجال الوطنيين.
اليوم، "الهيبة" بددها الاستقواء، ثم كفّنها ظهور صحافيين وسياسيين ووزراء يتغولون جهاراً نهاراً على شخص الرئيس وقراراته، وأن من حق المواطنين أن يدير مصالح البلاد رئيس يمتلك رؤية سياسية أو على الأقل يتمتع بقوة الشخصية والحضور.

نيسان ـ نشر في 2019-05-18


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً