اتصل بنا
 

'تَواضَعَ' الأمين فلبس قفازة من حرير ليجمع 'أرف' الأردنيين

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-04-21 الساعة 23:10

تواضع الأمين فلبس قفازة من حرير
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...تقول الطرفة إن مزوراً للعملة وقع في شباك غبائه لثلاث مرات متتالية في قلب البنك..فاستفزه الأمر في الرابعة، وقرر أن يسأل الموظف: يا رجل كيف تكشفوني وأنا متخفٍ في كل مرة؟.
أجابه الموظف : يا ابن الناس مهو مفيش عندنا من فئة الخمسطعش نيرة.
أسوق ذلك وأنا أتفهم ارتداء أمين العاصمة يوسف الشواربة بدلته وقرافته وقفازه في مشهد "تلقيط" الزبالة، الرجل يريد الهرب من "ماسورة" ضيقة، ومشهد سابق أعده وأخرجه أمين عمان السابق، عقل بلتاجي، ذلك الكهل الذي أتحفنا بقشاطته ومريوله. .هل تتذكرون؟.
هل شاهدتم عمدة عمان، يوسف الشواربة، وهو "ينقبّ" عن القمامة، بكامل قيافته وشياكته الرسمية؟ وسط اندهاش ثلة من موظفين لا يملون الاندهاش تلو الاندهاش..إنه المسؤول الأردني حين يقرر النزول إلى الميدان .
لا يمكن لك أن تمل منظر الشواربة وهو يبحث بشكل مبالغ به عن شيء من قمامة ليضعها في كيس أسود، يلتقطه بشماله فيما يواصل غرس عينيه في محيط من ربيع أخضر.
ماذا يريد أن يوصل لنا الأمين نحن معشر المتفرجين؟ وهل علينا أن نندهش مثلاً؟ أم نكتفي بالإطراء والمديح والثناء لسلوك مسؤول لا يريد من فعلته سوى رضا الله .
ربما تكون الصورة محض صدفة..وربما محض تمثيل..لكن هذا لا ينفي أن المسؤول الأردني يتصرف أحياناً وكأنه على خشبات المسرح، يكون ذلك حين توثق الكاميرا سلوكه، أما حين "يخلد" إلى مكتبه فذلك أمر اعتدنا عليه كثيراً، وندرك تفاصيله جيداً .
في الصورة ادعاء يصل حد الازدراء، وفي الصورة بدلة وقفاز من حرير، ولفيف من رجال لا يخذلون مديرهم إن قرر مفاجأة الناس، والتغريد خارج المألوف...
دققوا جيداً في رفقة الأمين..دققوا أكثر..إنهم نسوا أبصارهم حيث ينظر مديرهم، وحادي صفهم..إنهم يؤمنون بقائدهم حد اليقين، وما سلوكهم هذا إلا تفسير لحالنا..فما المسؤول إلا انعكاس لضمائرنا.
أقسم أن كيسه الأسود سيبقى فارغاً إلا من اطراءات فريقه وحفيفهم خلفه..أقسم أن المكان نظيف حتى من فاين المسؤولين وخشبة مسرحهم..
انتهى المشهد..سيعود الرجل ممتلئاً بالمديح إلى مكتبه ثم يحتسي قهوته بعد أن ينتهي من توقيع عطاء بملايين الدنانيير لإصلاح شرايين المدينة الآثمة بعد أن أغرقتها السيول في آخر شتوة.

نيسان ـ نشر في 2019-04-21 الساعة 23:10


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً