اتصل بنا
 

شابان بغزة يبتكران جهازًا لشحن الجوال عبر ( المشي )

نيسان ـ صفا ـ نشر في 2015-12-23 الساعة 11:05

x
نيسان ـ

نجح شابان من مدينة غزة بابتكار جهاز يولد الطاقة الكهربائية عن طريق رياضة "المشي" لشحن الهواتف الخلوية ومثيلاتها من الأجهزة المحمولة.

ويأخذ الجهاز شكل "ضبان الحذاء" مرفق ببطارية تثبت على الساق، وفور السير بهذا الحذاء يحول الطاقة الحركية إلى شحنات كهربائية تخزن بالبطارية التي بدورها تشحن الهاتف المحمول عبر وصلة "USB".

ولادة الفكرة

يقول الشاب عمر بدوي (23 عاماً) هو خريج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جامعة القدس المفتوحة ل"صفا"، إن فكرة المشروع جاءت من المشكلة التي يعاني منها قطاع غزة وهي نقص الكهرباء وحاجة المواطنين الماسة للهواتف الذكية في ظل نفاذ البطارية بصورة سريعة.

ويشير بدوي إلى أن "الفكرة تقوم على كيفية استخدام الطاقة الكامنة في أجسامنا واستثمارها وتحويلها لطاقة كهربائية نستطيع من خلالها شحن أجهزتنا المحمولة".

ويوضح الشاب الآخر سمير النونو (22عاما) أن فكرة المشروع لاقت قبولاً وترحيباً واسعاً في تخصصهما "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" بجامعة القدس المفتوحة.

ويوضح النونو في حديثه ل"صفا"، أن الفكرة بدأت بالمشاركة في مسابقة Imagine cup"" وهي (مسابقة عالمية سنوية تعنى بتقديم حلول صديقة للبيئة)، شارك فيها أكثر من 100 فريق بفلسطين، إلا أنهم تأهلوا إلى المرحلة شبه نهائية والحصول على المركز الثاني".

ويضيف "هذه المسابقة كانت حافزاً لنا لنشارك في مسابقة أخرى قدمتها مؤسسة Gaza Sky Geeks"" تحت عنوان "تحدى غزة" وفزنا بها، وبدأنا مشروعنا""walk and charge" (امشي واشحن) في شهر أبريل من العام الجاري.

وتعتبر مؤسسة Gaza Sky Geeks"" التابعة لشركة google"" أول مسرعة أعمال ناشئة في غزة أنشئت عام 2013، تقدم الدعم اللازم بشتى أنواعه للأفكار الإبداعية والشركات الناشئة لضمان نجاحها لتحقيق الاستثمار والدعم.

"امشي واشحن"

وأطلق الشابان على مشروعهما مسمى "امشي واشحن"، وأنتجوا تطبيقاً خاص به أطلق عليه "walk and charge" لتزويد المستخدم بالمعلومات اللازمة للتعامل مع المنتج.

وبحسب الشابين فإنه فور توصيل جهاز "الجوال" بالبطارية المثبتة على ساق المستخدم فإن التطبيق سيقرأ المعلومات المطلوبة له والمتمثلة بــ"المسافة المطلوبة لشحن بطارية الجوال، وعدد الخطوات المتبقية لشحنها كاملاً".

ويشير النونو إلى أن تطبيق "walk and charge" سيكون متاحاً بشكل مجاني على المتجر للهواتف التي تعمل بنظام "الاندرويد" بمجرد الانتهاء من المنتج وإطلاقه في سوق العمل.

ويضيف "نسعى للحصول على استثمار للمضي قدما في مشروعنا رغم العديد من الصعوبات التي واجهتنا؛ لكنه بوجود دعم من جامعة القدس المفتوحة ومن مؤسسة Gaza Sky Geeks"" سنصل إلى هدفنا بإذن الله".

صعوبات عديدة

ويلفت زميله عمر بدوي إلى أنه واجهتم العديد من الصعوبات خلال اعدادهم للابتكار تتمثل في صعوبة الحصول على مستثمر نتيجة الواقع الصعب والقيود المفروضة على قطاع غزة.

ويضيف "نريد الخروج إلى العالم لتطوير منتجنا بحكم عدم توفر القطع، وتواصلنا مع أحد الخبراء في الخارج لتوفير قطع لنا؛ لكنه استغرق وصولها إلى غزة شهرين كاملين، وعند وصولها لم نستطع التعامل معها نظراً لعدم توفر الإمكانات المطلوبة للتعامل مع هذه القطع".

ويؤكد بدوي على أهمية توفر حاضنة خارجية لدعم المنتج؛ عبر توفير مختبر لتطوير المشروع، وتقديم تمويل كاف كي يصل إلى مرحلة نهائية من التطوير والتسويق.

جهود حثيثة

ويلفت سمير النونو إلى أنهم يبذلون بالتعاون مع مؤسسة Gaza Sky Geeks"" جهوداً كبيرةً لتوصيل فكرة المنتج إلى العالم الخارجي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى مستثمرين لتقديم الدعم اللازم لهم.

ويضيف "لدينا أفق مستقبلية لتطوير هذا المنتج وأن تكون آلية الشحن "لا سلكية" وتطويره يلزم مجهوداً كبيراً".

وأحدث ابتكار الشبان الغزيين صدى واهتماماً واسعاً في مجلات إلكترونية عالمية في الخارج؛ لكن خوف مستثمري الخارج لدعمه في غزة حال دون أي تقدم ملموس لدعم منتجهم.

نقلة نوعية

ويرى المهندس سعد جمعة وهو أحد المشرفين الفنيين على الابتكار أن أهميته تكمن في الاستغلاق الأمثل للطاقة الحركة المتمثلة رياضة "المشي" وتحويلها إلى طاقة كهربائية.

ويؤكد جمعة ل"صفا"، أن المشروع يعد فكرة رائدة لكن يواجه معيقات أساسية كبيرة بحكم الظروف في قطاع غزة جراء عدم توفير القطع الهامة لعمل المنتج بشكل مناسب، علما أنه سيحظى باهتمام واسع وكبير إن تم تسويقه بالخارج.

ويشير إلى أنه في المستقبل القريب سيحقق نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا والاتصالات، مؤكداً أن أهميته تكمن في حاجة الانسان له في ظل النفاذ السريع لبطاريات الهواتف المحمولة ولاسيما الذكية منها.

ويبين جمعة أن المشروع من ناحية فنية يعمل بشكل ممتاز ويقدم الطاقة الكهربائية؛ لكنه يحتاج إلى تصميم أفضل ومقبول من قبل المستهلكين.

ويتابع حديثه "نحتاج إلى تصميم جيد للمنتج ليكون مقبولاً للمستهلك، وعليهم في الخطوات المقبلة أن يهتموا بالجانب الجمالي منه؛ كي يتم تسويقه بالشكل المطلوب".

وتقدر عدد الهواتف المحمولة في العالم نحو 3 ونصف مليار جهاز أي ما يعادل نصف سكان الكرة الأرضية.

نيسان ـ صفا ـ نشر في 2015-12-23 الساعة 11:05

الكلمات الأكثر بحثاً