اتصل بنا
 

فرح أسامة تصعد نحو السؤال (بقدر إرادتك تعرف نفسك)

نيسان ـ نشر في 2015-04-23

x
نيسان ـ

في ضجّة هذا العالم قف. اترك القوافل تسير والقوافي تهجو وتتغزّل ولتفعل ما تفعل. واترك أرزاقك وأفعالك ودع عنكَ همومك وسعادتك، عملك، عائلتك .. فقط قف ولا تفعل سوى الوقوف.

اخطف نظرة من السؤال التالي: #من_أنت ؟!

- لست اسأل عن اسمك فهذا لا يعنيني- !

بل عن ذاتك .. فعلاً من أنت ؟ ما الذي تفعله هنا ؟

خطر لي أن أحداً سيكتب "أنا فلان وأنا موجود هنا لإعمار الأرض ولإرضاء الله".

ولو جلست أقنع هذا الشخص دهراً لتغيير عقله وإقناعه بالواقع ما كان ليفعل .. يا أخي ما الذي فعلته وما الذي قدّمته لنفسك ؟!

مهما كان جوابك .. فهو لك خاص بك وأنت مسؤول عنه أمام نفسك. أنا الآن ولّيتك مهمّة الإجابة بجدّ عن هذا السؤال أمام نفسك ..

يضحكني أننا نحن كبشر إن لم يكن هنالك من مراقب خارجي لا نكترث . وكأننا نعيش في عالمين .. مهتمّين بواحد متمسّكين بتفاصيله، مهملين الآخر رغم أهمّيته. فالعالم الخارجي هو الأساس، أما الداخلي فهو آخر ما قد يخطر لنا !

انتظر لا تجلس بل أكمل وقوفك أخي .. أتدري أين سنقف الآن ؟!!؟ عند أوّل "لذّة" تستهويك بالحياة قف ! هنا فقط ستكون محطّ أنظار نفسك ! هذه فرصتك الوحيدة لمعرفة ذاتك ! هل أنت قادر -وعلى جمالها- مقاومتها ؟! من الجدير بالذكر أني قصدت الملذّات الفطرية الغريزية البحتة ..

فقد تكون هذه اللذة هي تحصيل المال بلا قواعد تحكم جامعها، أو قد تكون انتهاك العواطف غريزياً بغير حينها، أو غيرها ..

قد تقترب مما تريد وما تطلبه عفوياً بلا أدنى تصنع بتمنّي الحصول عليها. ونداء الإنسانية بداخلك يصرخ مشجعاً إياك لخوض المعركة وتجربة الحصول على ما تريد.. أحاديث داخلية.. نقاشات .. جدال لا منجى منه !

أتراكَ تتحدّى إنسانيتك وتترك تلك اللذة لتحصل عليها بشكل مهذب وراقٍ وأجمل حين يحين قدر الله؟

أم أنك ستستجيب لإنسانيتك وفطرتك الحيوانية وتأخذ ما تريد دون أن تفكر بعواقب ما تفعل؟

أكاد أقسم بأنها حرب .. هي بالفعل كذلك ! حرب مكونة من فطرتك وضميرك.. وأيّهما سينجح .. هذا متوقّف على قدرتك على مقاومة هواك بعقلانية

بكل الأحوال أنت قادر على الحصول على ما تريد بشكل يرضي عقلك وهواك بذات اللحظة ! وداخل نطاق حدود ربّك أيضاً لكن يلزمك الكثير من الصبر. فلذّتك تلك سواء أكانت لذّة العاطفة أو لذّة تحصيل المال أو غيرها. إن لم تُحِطها بشروط ومبادئ تتبنّاها بنفسك لنفسك فإنّك لن تسلم. وحين يتشابه الجميع بالتمتّع الخارج عن حدود المبادئ .. تميّز أنت بمقاومتك لحظتها

فمقاومة اللذة لذة أخرى من نوع ملائكي. واعلم أنّك بفعلك ما تفعل/ تفعلين .. فإنك تثبت رجولتك أو أنكِ تثبتين أنوثتك. دعك منهم واصنع لنفسك ما تراه يمثّلك. ضع نفسك بمكان تراه يناسبك وليس مكان يرونه مناسباً لك !

#كن_أنت_ولا_تبالي والسعادة تأتي تباعاً

نيسان ـ نشر في 2015-04-23

الكلمات الأكثر بحثاً