اتصل بنا
 

لم تخطئ الغد والوزير جودة محق ..

نيسان ـ نشر في 2015-08-28 الساعة 22:31

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

لم تخطئ الغد والوزير جودة محق .. هي معادلة صعبة، لكنها مفهوم للجميع.

تخيلوا لو كتبت الزميلة (الغد) اسم الوزير المقصود .. عندها ستكون قصة الإعداد للحرب المقبلة على تنظيم داعش أمرا ثانويا، وسيكون على (الغد) أن تطلب من الحكومة نقل الأسلحة التي تريد وزارة الدفاع الأمريكية منحها الى الأردن لنصبها على أبواب الصحيفة ونوافذها من أجل حماية نفسها وصحافييها من هجوم العشيرة أو العائلة التي ينتسب إليها الوزير.

لقد أظهر انتقاد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية للزميلة الغد صفحة من صفحات مصاعب العمل الصحافي الأردني.

بينما تربى الصحافيون ومن خلفهم وسائل الإعلام المحلية على ثقافة (حظر اغتيال الشخصية) هذا الاتهام المطاطي الذي يقف أمامه الإعلام الأردني عاجزا عن تفكيك أحاجيه، كتب الوزير - وهو محق كذلك فيما كتب - ليفهم الناس أن الإبهام الذي ظهر فيه خبر (الغد) وفر للراغبين (مطية) يركبون عليها لاتهام من يرغبون من مسؤولين، في اصطياد مرفوض في الماء العكر، وهذا هو العيب.

على الوزير – وهو أحد أقطاب السياسة الأردنية وراسميها منذ سنوات طويلة – أن يتذكر انه من وضع بعضا من القواعد التي أذعنت لها الزميلة الغد، كما أذعنا لها جميعا نحن الصحافيين. هي إذن بضاعة المسؤولين ردت إليهم.

نعم - مرة أخرى – من المفهوم أن يغضب الوزير جودة، ومن المفهوم أيضا أن يطالب الغد ان تكشف عن الاسم. لكن يا معاليك أنت لا تريد بالتأكيد أن تنشغل الساحة بموجة عنف لا مبرر لها عنوانها (العشيرة أو العائلة الفلانية تفتح نيران أعراسها على الصحافيين).. انتم يا معاليك من وضعتم القوانين غير المكتوبة في رؤوسنا، نحن الصحافيين، فتحملوا.

ما أعلمه هو أن عجز الزميلة الغد عن الاتيان بالاسم ليس لعدم قدرتها على مقارعة القانون، فيما لو رفع المسؤول المعني قضية بحقها، لو أنها ذكرت اسمه؛ بل اللعنة - إن ذكر الاسم - هي عشائرية سياسية وليست قانونية. وهذا يعني أن طرفين يتحملان المسؤولية ليس أحدهما الغد. الأول المسؤولين والثاني المجتمع.

ما فعلته الغد أنها سبحت في بحر ميت وقالوا لها – لمّا سبحت - لم تبللت.

نيسان ـ نشر في 2015-08-28 الساعة 22:31

الكلمات الأكثر بحثاً