اتصل بنا
 

الحالة تعبانة يا ليلى!

نيسان ـ نشر في 2015-08-23 الساعة 12:07

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

تنحصر العملية السياسية عندنا في عمليات تغيير الحكومات والتعديل عليها، مع محطات متباعدة (لأعراس وطنية) على هيئة انتخابات نيابية، لكنها على الأغلب فاشلة لجهة التزامها بالدستور وروحه والدولة المدنية، فليس من مكونات ومنظومات سياسية راسخة مستقلة تلتزم بمعايير مستقلة منحازة للمصلحة العامة.
وبدل الأحزاب، هناك ما يسمى بالمجالس أو الدواوين في عمان، وكل منها يتمحور حول شخصية رئيس وزراء سابق، يحيط به مجموعة من المتزلفين والطامحين بمناصب وزارية، من دون أية برامج أو أفكار خلاقة.
فليس من برامج سياسية جدية، غير أن الكل يغني الأغنية ذاتها عن القطاع الخاص وإشراكه مع القطاع العام وعن دوره في القضاء على البطالة.
والقطاع الخاص الذي يتغنى به المتغنون، ليس إلا منشطاً طفيلياً لا علاقة له بالانتاج الحقيقي، فالصناعات جُلّها لا تتعدّى صفاتها الصفات الكمبرادورية التي تعتاش على الاعفاءات الجمركية والضريبية، أما قطاع الزراعة فليس حاله بالأحسن، في ظل ما نواجهه من شُح في المياه، وأهم ما يُصدّر هذا القطاع، حسب احصاءات وزارة الزراعة، هي البندورة على حالها كخُضرة، حيث يتم تصدير مئات آلاف الأطنان الى دول الخليج والعراق، والعملية برمتها ما هي الا عملية التفاف واحتيال لتصدير المياه من دون أية قيمة مضافة، ولا تُشغل العمالة المحلية، ولا تحتاج لخدمات تصنيع أو تعبئة أو تغليف.
ماذا عندنا غير ذلك !!؟؟
أفكار؟ سواء كانت رسمية أو مستقدمة من قبل من ينصبون أنفسهم كبديل ومشروع مستقبلي، وكلها منسوخة وممسوخة ومترجمة ترجمة رديئة، ولا سبيل لأن تكون منتجة، لأنها تخضع للطوي واللي حسب مصالح مُستحضريها ومُستقدميها، وليس من علمية أو موضوعية في المنهجية أو في المعالجات والاستخلاصات.
وماذا عندنا غير ذلك !!؟؟
لدينا مكونات اجتماعية هلامية، فلا الاحزاب احزابا ولا النقابات نقابات، والهيئات والروابط ليست حسب المأمول، والعشائر ليست عشائر بمعنى الكلمة، فليس من تشكيلات اجتماعية متبلورة ومستقلة كشريك أو جزء حقيقي من مجتمع منتج، الكل يعتاش من الرواتب الحكومية.
كل ما تقدم، كان يجب أن يكون تمهيدا قصيرا للحديث عن الخلاف الجاري الآن بين رأسي السلطتين؛ التشريعية والتنفيذية، والذي يبشر الطامحين بتشكيلة جديدة تأخذهم الى الكراسي المريحة في الوزارات والبرلمان، لكنه تمهيد اتسع كما جرح طولي يصعب لمه أو دمله، ويصعب من بعد طرحه الحديث عن سفاسف ومناكفات الموظفين المتسلخين طواعية وسلفا من ولاياتهم وصلاحياتهم الدستورية .

نيسان ـ نشر في 2015-08-23 الساعة 12:07

الكلمات الأكثر بحثاً