اتصل بنا
 

التيار السلفي الجهادي بين حربين

نيسان ـ نشر في 2015-08-08 الساعة 12:49

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

يخوض التيار السلفي الجهادي اليوم حربين طاحنتين في آن؛ حرب خارجية ستكون قريبا شاملة بينه وبين المجتمع الدولي الذي يتحضر انطلاقا من تركيا لشن معركته التي يراد لها أن تكون الأخيرة على (المجاهدين) من دون التفريق بين تنظيم القاعدة الممثل بجبهة النصرة في سوريا وتنظيم داعش في سوريا والعراق.

أما الحرب الثانية فهي داخلية تلك التي بين تنظيم داعش وجبهة النصرة. ولا تقل الحرب الداخلية ضراوة وفتكا بالتيار السلفي عن الحرب الخارجية بل ويتضاعف معها خطرها خاصة بوجود أعداء خارجيين.

وكانت فشلت محاولات سابقة في السنوات الماضية بمبادرة من قيادات من ذات التيار للمصالحة بين القاعدة وداعش على اعتبار أن عدوهما واحد. فانشغل الطرفان في حرب طاحنة راح ضحيتها الكثير من (المجاهدين) الذي انشغلوا بتفجير أنفسهم في مساجد جبهة النصرة ومقاتليها.

ويستند تركيز داعش على قتال النصرة وتكفيرها على أسس من خلاف الرأي حيال عدد من القضايا.

وعند داعش خلاف الرأي سيفسد الحياة نفسها ويبيح الدم المحرم، ولا يفسد فقط الود بين الأخوة، كما قال علماء المسلمين سابقا.

اليوم لا قضية أهم عند الداعشيين من قضية خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي ومناداة التيار السلفي الجهادي بمبايعته. وقد انفجر مجددا هذا الخلاف في أعقاب الإعلان عن وفاة خليفة طالبان والقاعدة الملا عمر ظهر.

وكما هو متوقع انتفض تنظيم داعش ملتقطا اللحظة بإعلان وفاة زعيم حركة طالبان الملا عمر داعيا تنظيم القاعدة الى التسليم – هذه المرة – بخليفة داعش أبو بكر البغدادي.

سابقا كان يدور جدل ساخن بين داعش والقاعدة تطعن فيه القاعدة بخلافة أبو بكر البغدادي وعدم صحة مبايعته احتجاجاً بوجود خليفة قبله وهو الملا عمر، فيرد الداعشيون على ذلك بالقول: لم ينصب الملا عمر نفسه خليفة للمسلمين كافة وانما كان وليا قُطريا، كما لم يقل أحد قبل إعلان البغدادي بذلك.

وترى داعش أن (الله سبحانه انتصر لأوليائه وكشف كذب من يعادي داعش الذين كانوا يعتبرون هذا القادح أحد المستمسكات على بيعة خليفة المسلمين البغدادي، ففضحهم وثبت أن الشيخ ملا عمر قد توفي قبل سنوات، وتحديدا قبل أن يُبايع الشيخ أبي بكر البغدادي للخلافة.

داعش ترى أيضا في إعلان وفاة الملا عمر فرصة (للمخلصين أن يتركوا القاعدة ويتقوا الله في أنفسهم ويلحقوا بركب الخلافة تحت إمرة القرشي البغدادي، وقد بان أن البيعات كانت تؤخذ لخليفة ميت!.

وترى داعش أن على من ينصب خليفة للمسلمين شرط أن يكون قرشيّا وبذلك وردت النصوص صريحة وانعقد إجماع الصحابة والتابعين عليها ، وأطبق عليه جماهير علماء المسلمين، ولم يخالف في ذلك إلا النزر اليسير من أهل البدع كالخوارج وبعض المعتزلة وغيرهم.

وتستند داعش في انتصارها لرأيها أن الملا عمر لم يعلن خلافة عامة لعلمه بشرط "القرشيّة" وهي صفة منتفية عنه.

وهاجمت داعش تنظيم القاعدة مشيرة الى أن الترويج لواليها القُطري الميت، ما كان إلا لأجل منع الناس من الذهاب للخلافة الصحيحة القائمة ومبايعة خليفة قرشي له شوكة.

نيسان ـ نشر في 2015-08-08 الساعة 12:49

الكلمات الأكثر بحثاً