اتصل بنا
 

الساسة المجهريون: لن يستطيعوا تبريد جسدك الساخن يا علي

كاتب فلسطيني

نيسان ـ نشر في 2015-08-05 الساعة 16:44

نيسان ـ

بقتل المستوطنين للشهيد الرضيع علي دوابشة حرقا في قائظة الصيف؛ حاول كثيرون من المطبلين والمزمرين وموظفي الاطفائيات من السياسيين الصغار المأزومين والمقزومين؛ حاولوا بكل الطرق والوسائل اطفاء النار القائظة التي اشتعلت اثر هذا الحادث الارهابي؛ لأجل الحفاظ على ما تبقى من ذرات مواقعهم وكراسيهم الآيلة للسقوط؛ لعلهم يمدون في اعمار فسادهم وافسادهم يوم مفسدة آخر.

من المؤلم ان موظفي الاطفائيات من الساسة الميكروسكوبيين يقومون بمهام عظماء الاعداء مختبئين وراءهم كي يخففوا عنهم حر جهنم ساعة او بعض ساعة؛ وكأنهم لا يعرفون ان حر جهنم لا تخففه كل مياه الدنيا؛ فمهمة جهنم وصفاتها وخواصها غير قابلة للتجاوب مع القتلة ووكلائهم من الرتب الصغيرة والمتوسطة والكبيرة فما ظنهم بها مهما كبرت. وهم يعلمون انهم حطب جهنم وان مياه الاطفائيات السياسية سوف تزيد جهنمهم اشتعالا وعنفوانا بل وزئيرا وهي تقول باعلى صوتها: هل من مزيد؟ ستحرقهم وستحرق مياههم حيث تتحول مياه الاطفائيات السياسية الى مواد ترفع درجات الحرارة وتزيد اطوال لهيبها الممتد بلا سقف ولا حدود الى ما وراء كل توقعاتهم.

لا يستغربن المجاهيل من الساسة المجهريين ان قوانين جهنم السياسية تختلف تماما عن جهنم الارضية وعن جهنم الاخروية؛ فلكل مجموعة من المخاليق جهنم خاصة يصلونها لتكون مقدمة لجهنم الاخرى التي سينتقلون اليها مدفوعين بسوء اعمالهم وسوء نواياهم من قتل وحرق وتدمير وحروب لتحقيق مآربهم النتنة؛ إن جهنم السياسة سوف تأكل اول ما تأكل اولئك الذين يحولون حياة شعوبهم والشعوب الاخرى الى جهنم بإصرار عنيد وبجبروتية وطاغوتية لا مثيل لها؛ فهم يستمتعون بحرق الطفولة والبراءة ليزيدوا القيظ قيظا وهم يعلمون؛ ويستمتعون بقطع الكهرباء سنوات وسنوات؛ ويستمتعون بالحصار لابثين خلفه احقابا واحقابا؛ ويستمتعون بقطع الارزاق احزابا واحزابا؛ ويستمتعون بمنع الدواء عن الاطفال أسرابا؛ ويتفرجون على حفلات الشواء الانساني امعانا وعذابا.

إن جسدك المشتعل يا علي ما زال ساخنا في قلوبنا وقلوب كل احرار الدنيا؛ ولن يستطيع المقزومون بطبعهم ان يبردوا سخونة هذا الجسد الغض المتأجج غضبا؛ مهما استعانوا باصدقائهم من موظفي الاطفائيات المحلية او الاقليمية او الدولية ونسوا ان لعنات الاطفال سوف تبقى تطاردهم في كل مكان وفي كل حين سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا فانتظروا إنا معكم منتظرون.

نيسان ـ نشر في 2015-08-05 الساعة 16:44

الكلمات الأكثر بحثاً