اتصل بنا
 

وزير التربية شكرا.. لقد فضحتنا جميعا

نيسان ـ نشر في 2015-07-30

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

لم يعد الامر مجرد توقعات من قبل خبراء يحذرون من بؤس سياستنا التعليمية. اليوم لدينا عدد هائل من المدارس لم ينجح فيها أحد.

كم علينا أن نشعر بالامتنان لما قدمه وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات للمجتمع. الرجل لم يعد للثانوية العامة هيبتها فقط بل جعلت سياسته الحازمة والمنضبطة تعري السياسات التربوية الفاشلة لوزراء التعليم السابقين.

لا نريد جلد وزراء سابقين حاولوا وفشلوا، لكن يستحق ابناؤنا منا ان نحاسب من عبث بمستقبل اطفالنا سنين طويلة وهو يجلس على الكرسي الاول في وزارة التربية والتعليم فانهكها في سياسات عبثية كان اخطرها عدم الاستقرار التشريعي والعلمي، معتمدا بذلك على سياسة التجريب فالفشل فالتجريب ثم الفشل، فإذا ما ملّ المجتمع منه وضاق ذرعا، نقلوه الى مهمة اخطر ستسمم ارواحنا لمئات السنين إذا ما فشل، والخبراء يدقون الف ناقوس خطر بأنه سيفشل..

8 مدارس لم ينجح فيها أحد بالفرع الادبي في العقبة و50 مدرسة في لواء البادية الشمالية الشرقية لم ينجح احد من طلبتها في الثانوية العامة من اصل 75 مدرسة، وفي لواء البادية الشمالية الغربية يوجد 19 مدرسة ثانوية تابعة للمديرية لم ينجح أحد من طلبتها من اصل 59 مدرسة، فيما بلغت نسبة النجاح فيها 13 بالمائة لدى نظام الدراسة الخاصة و 12 بالمائة لدى نظام الدراسة الحكومية.

ما علينا أن نتذكره هو: مجموع طلبة الثانوية العامة القادرونعلى (فك الخط) حقا.

الاحصاءات لم تقل لنا نسبة الأمية في صفوفنا الثانوية. نحن في فاقة تعليمية لا ينتبه اليها معظمنا .. والكارثة ان الاسر نفسها لا تشعر بتهديد حيال ذلك وتعتقد انه اذا كان الابناء بصحة جسدية جيدة فكل الامور على ما يرام.

نحن نتراجع حتى عن مستوى رغبة جداتنا في تعليم اطفالهن.

ما هذا؟ ما الذي فعلناه بحق ابنائنا؟ إن هؤلاء الطلبة ضحايا لكوارث قمنا بها سنين وسنين، وهذه هي النتيجة حتى صار لدينا هيئة تدريسية لا تتقن الاملاء، وترتكب الكوارث حتى في تخصصاتها. وكل ذلك بسبب سياسة النجاح التلقائي حتى في جامعاتنا.

الذنيبات يفعل الكثير. والكثير منا يجهل حجم المعالجات الناجحة التي قام بها ويا ويلنا إن غادرنا وعدنا مجددا لحالة التخبط.

المطلوب اليوم ليس متابعة المعالجات فقط والبناء عليها بل وكشف كل المتورطين العابثين في مستقبل اطفالنا ومحاسبتهم. إنه فساد خفي سرق منا مستقبلنا جميعا.

نيسان ـ نشر في 2015-07-30

الكلمات الأكثر بحثاً