اتصل بنا
 

عن حراك بني حسن ومعتقليهم

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2019-11-04 الساعة 16:24

نيسان ـ نفذ النظام السياسي خلال الصيف الماضي وقبل ايام حملة تهدف لخنق حراك بني حسن وانهاء جذوته طالت خلالها حملة الاعتقالات عدد من الحراكيين ابتدأت باعتقال نهيم ابو ردينة وانتهت امس باعتقال مجموعة من الشباب على خلفية نشاطهم السياسي المتجاوز للسقوف المتواطئ عليها وطنيا.
منذ اكثر من عامين بدأت عند بني حسن حالة من التململ السياسي عبر عنها في اعتصام ربيع 2018 في دوار راشد الزيود، ومرت بحركة صاخبة اثناء احداث رمضان من ذات العام، وتم تأسيس جسم حراكي بادر الى اعلان جملة من المواقف التي تم تصنيفها تحت عناوين راديكالية بلغت ذروتها في اعتصام خميس الرابع قبل الاخير الذي تم رفع شعارات اسقاط النظام.
في الحقيقة تكشف اليات عمل النظام السياسي خصوصا في مواجهة الحالة الاحتجاجية الحراكية من خلال منطق الاعتقال الذي طال نحو 60 حراكيا عن عجز تلك البنية عن فهم اسباب هذا التحرك، ويجري التعامل مع الظاهرة وفق المنطق الامني البحت، وهو ما يكشف عن ضعف الرؤيا والراي السياسي داخل النظام.
استراتيجيا، يبدوا ان العجز والهشاشة هي العنوان الابرز والملمح الاساسي لأدوات النظام السياسي، ولعل يد السلطة وقدرتها على البطش وتكميم الافواه هي اليد الطولى اليوم، الا ان عملية الحت والتعرية التي تمارسها القوى المحتجة تسهم في تراكم عوامل الغضب والاحتقان، وتسهم في تعزيز القناعة عند الاردني ان هناك هوة سحيقة بين وعيه السابق عن بنية النظام وبين واقعه المفارق لتلك القناعات.
نحن على مسافة قصيرة من جولة عنيفة من الصراع التي يجري التأسيس لها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مسنودة بتجاوز فكرة عسكرة الثورات وتداعياتها الثقيلة محليا نحو افق ارحب عنوانه ربيع عربي بنسخة جديدة متجاوزة البنية القائمة وتقطع معها بشكل تاريخي كامل.
نصيحة هنا ثمنها اكثر من قطيع من الجمال، أن مسار المكابرة والتعالي والتعامي عن حقائق التاريخ سيؤدي الى نتائج اكبر بكثير من تلك التي يمكن ان تأتي من تقديم تنازل طوعا اليوم قبل غدا.

نيسان ـ نشر في 2019-11-04 الساعة 16:24


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً