اتصل بنا
 

مع الممرض

كاتب

نيسان ـ نشر في 2019-10-08 الساعة 21:14

نيسان ـ هي مهنة الانسانية، مهنة جميع المهن الصحية التي تجمع وتوحد ادوار جميع المهن فيها في بوتقة واحدة، وهي نعمة الله للبشرية، والتي تتجلى بها جميع معاني الانسانية و الرحمة والحب .
مهنة التمريض من اكثر المهن خطورة، وتصنف عالميا في المرتبة السادسة في قائمة المهن الخطرة، وهم من اكثر المهن الصحية التصاقا مع المريض و حلقة الوصل بين جميع الكوادر الصحية والمريض، يتعاملون مع كافة الشرائع المجتمعية، ومعرضين لكل انواع الامراض المعدية والامراض المرتبطة بالوقوف الطويل كالدوالي والامراض المرتبطة بمكانيكية وحركة الجسم كالديسك والانزاق الغضروفي، وغيرها من امراض مرتبطة بالضغط النفسي بسبب السهر خلال الدوام الليلي.يضاف إلى كل ذلك الإصابات التي قد تتعرض لها الممرضات كالاجهاضات بسبب عناء العمل والضغط، اضافة الى ما يتعرضوا له احيانا من اعتداءات وعنف نفسي وجسدي ولفظي، الممرضين يصلون الليل بالنهار ويداومون في الأعياد والعطل وايام الثلج، مبتعدين عن اهلهم وعائلاتهم واصدقائهم، منقطعين اجتماعيا بسبب طبيعة دواماتهم الغير مستقرة على الورديات او الشفتات، مما يعرضهم للضغط المتواصل.ولا مكان للأخطاء الطبية في مكان الرعاية الصحية، للممرضين والممرضات والقابلات مطالبات محقة ومشروعة، من العلاوة الفنية والحوافز وغيرها من مطالب مالية وادارية، من شانها النهوض بهم وبالقطاع الصحي، فهم يشكلون نصف العاملين في وزارة الصحة بمختلف الفئات، وهم عصب الوزارة وعصب الرعاية الصحية بالمجمل، ولا يمكن النهوض بالقطاع الصحي دون النهوض بالممرضين من اجل اصلاح القطاع الصحي بالمجمل وتنمية الصحة التي هي من اهم عوامل ومؤشرات تنمية المجتمعات، ان العدالة الاجتماعية تقتضي منا دعم هذه الفئة المظلومة ماليا واداريا.ان تحسين وضع الممرض ينعكس على تحسين الرعاية الصحية، لا يعقل لهذه الفئة التي تشكل اكثر من نصف وزارة الصحة ان لا يكون لهم مجرد اسم في الهيكل التنظيمي للوزارة، في الوقت الذي نتحدث فيه عن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص من اجل التنمية باستثمار الموارد الانسانية كافة، وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن العدالة لا نجد وجود لمديرية الجندر ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة تشكل الممرضات معظمها، وكاننا في ردة عن المساواة التي نناضل ليل نهار من أجلها ، التهميش المستمر لهذه الفئة مؤلم وموجع، فهي العصب الابرز لصحة الوطن بأسره.
لم يكن الممرضين والممرضات سوى درع وجنود مجهولين لهذا الوطن، يعملون خلف الكاميرات لا امامها ، ولا يرون الكاميرات سوى فوهة بندقية. آن الأوان لانصافهم بمطالبهم المشروعة وتزويدهم بالتعليم والتدريب اللازم، وعلى رأس هذا التعليم، ان تقوم الوزارة باستحداث برنامج اقامة للممرضين لغايات الاختصاص من اجل تحسين الرعاية الصحية والتمريضية، وفق معايير علمية بما يتناسب مع الحالة الوطنية والانفتاح العالمي.

نيسان ـ نشر في 2019-10-08 الساعة 21:14


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً