اتصل بنا
 

سأصلي الاسّستِسْقاءِ لَعلّ (تجربة المعلمين) تحرث أرضاً بّوراً في دواخلنا

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-10-06 الساعة 14:35

نيسان ـ لا زلت أذكر جيداً كلمات القرى المتناثرة في الضجيج العماني، ذات مساء صاخب، امتزج بعزف الناي في المراعي الخضراء، حين قرأ المحبون والغيارى بعض كلماتٍ كُنتُ قد رسمتها آنذاك..
كانت الوصاية...
عِندما تَكتبُ نصّاً:
كُنْ حُرّاً كَما أنتْ
إخّتصِرْ ولا تكتبْ إنشاءً، وإيّاكَ والركاكَة في اللّغةِ
إنْ اقْتبستَ، أَعْطِ الحقّ لصاحبهِ
لا تُجاملْ ولا تَتَجمّلْ، لا تُلوِّنْ ولا تُهادنْ
لا تَظنن أنّكَ أصبحتَ تَمتلكُ ناصيةَ العلمِ واللغةِ بينَ ليلةً وضُحاها، فَعمرٌ واحدٌ على الأغلبِ لا يَكفي لذلكْ
وإنْ أخطأتَ فاعّترِفْ، فهذا من شِيمِ الكرامْ.
إقرأْ، إقرأْ، ثمّ اقرأ قبلَ أنْ تكتبْ، فالمعرفةُ تراكمٌ كميٌّ ونوعيٌ تجْعلُنا أقربَ إلى ( الحقيقةْ) .
عَّمُكَ الذي ما زالَ يحبو في عالمِ المعرفة.
لذلك وجب على أن أكتب ما يلي:...
الأردن هيَ [ أمّنا الحبيبةُ ]، يَتكالبُ عَليها الآنَ كلّ العملاءِ والانتهازيينَ وبعضُ الواهنينَ الفاسِدين والرجعييّنَ والمرّتزقةُ ونادي المُخابراتِ الدوليّةِ، وما تبقّى من الرَعيلِ القَديم في مُحاولةٍ بائسةٍ لإرجاعِ عقاربِ الساعةِ إلى الوراءِ وهمْ واهِمونَ تماماً، همْ يَعلمونَ أنّها قَلبُنا النابضُ، وإنْ صَلُحَتْ [ وستصْلُحْ ] فقدْ صَلُحنا.
في هذا الصباح نستنشق نسائم انتصار المعلمين-نعم- فهو انتصار كنا بحاجته منذ زمن، منذ شهرٍ تقريباً ونحن نتابع المشهد، وكلنا أمل بأن يكون أطول إضراب في تاريخ الدولة الحديثة متكللاً بنجاح قد حققه معلمونا البواسل فعلاً.
أصبحت حالة الوعي المجتمعي الآن في أوج ذروتها وقوتها، وهذا ما نحتاجه كأردنيين، لم تعد الحالةُ المجتمعية الآن كما حالي مع (حبيبتي)، فأنا أخْتلفُ معَ حَبيبتي آيديولوجيّاً فهيَ لا تُؤمنُ بِمبادئِ [ الإشتراكيةِ ] وترفضُ نظريّةَ ( فريدريك آنجلز) في (الملّكيّةِ والدولة) لسببٍ واحِدٍ فقطْ وهو أنّها تؤمنُ أنّها ( تَمْتلكُني حصّريّاً)... الأردن الآن يحتاج (نقابةَ كادحين) تعالج كل ما قد أثقل كواهلنا، وربما قتل بدواخلنا صورة عمان التي كنا نرسمها ليلاً بعد أن ننتهي من (موسم الحصاد) ونأخذ استراحة محارب (فوق البيدر)، ونلامس النجوم ونتساءل عن عمان و بيوتها وكل شيء يمت لها بصلة.
لا ( انتقائيّةَ) في الثوّرةِ حسبَ العشائرية والجغرافيا، لا (نيتو) في الثورة، لا انتهازييّن و( جلبييّنَ) في الثورة، لا ( فَتاوى) عبثيّةً للثورة، كم أتمنى وكلي أمل وثقة أن يكون ما حدث بالأمس حافزاً و مثلاً يحتذى لنقاتل كل الفساد الذي ينتشر (كخلايا سرطانية) في أقطار مؤسساتنا ووزاراتنا وخيراتنا وثرواتنا.
هو أمل أن لا نقف (على الرابع فقط) فكلنا نعلم أن (تبادل الأدوار) لم يعد يجدي نفعاً بل نريد تغييراً جذرياً لنعيش ( كرامة وعدالة) - كما المعلم- يكفينا تحسس وجه حبيبتنا لعلنا نلمس وطنا، سأمارسُ [ صَلاةَ الاسّستِسْقاءِ] كُلّ ليلةٍ لَعلّ (تجربة المعلمين) تحرث أرضاً بّوراً في دواخلنا - ونعم-، تأتيني العَواصفُ تِباعاً، ولكنّها ما زلتِ تُمارِس فَلسفةَ المُراوغةِ بينَ حَبّاتِ المطَرْ.
هيَ خَفْقةٌ واحدةٌ تلكَ المسافةُ بينَ قَلبي ووطَنْ
هيَ قُبْلةٌ واحِدةٌ تلكَ المَسافةُ بينَ شَفَتيَّ اليابِستيّنِ واحتمالِ الخَطيئةْ
هوَ التّيهُ عندما يَصيرُ هويّةْ...
ما بيْنَ مَرحلةِ ( الثورةِ الجَذريّةِ) ومَرحلةِ (الدَولةْ الحقيقيّةِ) موجةٌ منَ (الثَوْراتِ الصغيرةِ) كَما الهزّاتُ الارتِداديّةُ بعدَ الزِلزالْ، ونعمْ هُناكَ أيضاً دمارٌ يُصاحبُ أيّ عمليّةِ تَغييرٍ في التاريخِ، ولكنّ الأشياءَ الحقيقيةَ في الحياةِ لا تأتينا أيضا مَجّاناً.
يا كادحي هذِهِ الأرضْ:
إمّا أنْ تَتَوَسَّلَوا الآنَ للطَريقِ أنْ تَأتي إلَيْكْم أو تَذهَبَوا ضِدَّ الرّيحِ للمَرَّةِ الأخيرةِ، إمّا أنْ تَخْتَزِلَوا ذاتَكَم بَينَ حَبّاتِ المَطَرِ كَيْ لا يُصيبَكَم البَلَلُ أو تَقْتَلِعَوا نَهارَكَم المُحاصَرَ بَينَ لَيلَيْنْ.
لا رَمادَ الآنَ هُنا.
لا أكْتبُ لكيّْ أُرضي [ أحَداً ] مهَما كانَ أو يكونْ، أكتبُ [ فقطْ ] ما يُمليهِ عَليَّ قَلبي ومبادئي وفقط قَلبي ومبادئي، قَدْ لا أُصيبُ أحياناً ولكنّي سأعترفُ عندها بذلكَ وسأتحمْل كاملَ المسؤوليّة عن ذلك.

نيسان ـ نشر في 2019-10-06 الساعة 14:35


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً