اتصل بنا
 

عاش المعلم

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-10-06 الساعة 11:09

عاش المعلم ـ بقلم: ابراهيم قبيلات
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات..وانتهى إضراب المعلمين باحتفالية وطنية مهيبة، أدخلت أطناناً من الفرحة إلى تراب الأردن قبل وجدانه، عقب أن سجّل المعلمون حضوراً عزّ اختراقه، فنسجوا خلال ثلاثين يوماً قصة نجاح احتجاجهم وتظلمهم بكل هدوء واحترافية.
منذ عام 2014، والمعلمون متمسكون بحقهم في العلاوة، لكن الحكومات ظلت تستخدم درع عجز موازنتها الصارخ بمواجهة مطلبهم، قبل أن تنتقل في الخامس من أيلول الفائت إلى استخدام الحل الأمني؛ للتضيق على المعلمين، وتعطيل وصولهم للدوار الرابع.
صبر المعلمون خمس سنوات، لكنهم لم ينسوا حقهم، وظلت عقولهم باردة، ولا تستغل إلا في التفكير الإيجابي، للقفز عن كل أدوات الحكومة المختلقة؛ بهدف ثني المعلم، وإضعاف دوره وحضوره، وسط مجتمع ظل في مجمله واقفاً إلى جانب المعلم، وحقوقه.
فجر الأمس كانت شمس المعلمين تشقشق من جديد، فما خرجوا من أجله تحقيق، والزيادة التي طالبوا بها تحققت، وستبدأ الحكومة بصرفها بدءاً من العام الجديد، مقرونة بالرتب الاكاديمية، تبدأ بـ 35% للمعلم المساعد، وتنتهي بـ 75% للمعلم القائد.
ياتي ذلك بعد ساعات قليلة من اعتذار مقدّر، صاغه رئيس الحكومة بيوم المعلم على شكل تغريدة "تويترية"، عن كل سلوك حطّ من قدر المعلم وشأنه، خلال أيام إضرابه، واعتصامه في الخامس من الشهر الفائت.
لنبدأ الأن بالمفيد، المفيد أن الأردن؛ نظاماً وشعباً، يعيش اليوم حالة من الهدوء والفخر، بعد أن وقف مشدود الأعصاب طوال أيام الإضراب العصيبة، من دون أن نشتم رائحة قطرة دم واحدة، على امتداد غضب المعلمين وأهالي الطلاب، وهو ما يعني أن الناس لم تنجر للفوضى، وظلت متمسكة بهدفها ولم تحد عنه.
المهم أيضاً أن في الحكومة رؤوساً غلّبت من صوت الحكمة والمنطق _وإن كان متأخراً_ وظلت تفاوض، مع شيء من الأدوات البالية، انسجاماً ورغبة البيروقراط المهددين مع كل صحوة أردنية جديدة، فظهر الأردن متماسكاً ومختلفاً حتى في احتجاجه، وسط منطقة مشتعلة، لا ترحم مواطنيها.
قبل ان نغلق الملف، علينا أن نفخر بخروجنا من أصعب محنة، وأطول إضراب وطني، خرجنا لا غالب ولا مغلوب، خرجنا أكثر منعة وأشد تماسكاً، وعلينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا بوعي سياسي ووطني، فالأيام حبلى بالصعاب و"اللايذات"، وحتى نستطيع مواجهتها، علينا أن نتحلى بصلابة النقابة وهمّتها، ومراوغة الحكومة وغطرستها.
.

نيسان ـ نشر في 2019-10-06 الساعة 11:09


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً