اتصل بنا
 

إضراب المعلمين..المأزق

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2019-10-02 الساعة 12:45

نيسان ـ نحن الان في قلب مأزق وطني كبير، لا يمكن تجاوزه دون احداث استدارة كبيرة من قبل النظام السياسي، اذ ان تغيير حكومة الرزاز بحكومة اخرى، يكون عليها اولا الاجابة على مطلب المعلمين بالعلاوة والاعتذار، وهو ما يعني فتح صندوق (بندورة) بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
اولا : ان اجابة طلب المعلمين تعني مباشرة ضرورة اجابة طلب المتقاعدين العسكريين، فالحكومة قامت بربط عرضها 25 مليون للمعلمين بعرض شبيه للمتقاعدين بذات المبلغ، ومع سقوط العرض الحكومي للمعلمين يعني هذا حتما سقوط عرض المتقاعدين، وهو ما سيفتح باب المطالبات المالية لعموم موظفي الدولة ، اي نحن امام مطالبات مالية قد تصل لنحو نصف مليار دينار.
هذا على المستوى المالي اما على المستوى السياسي، قدم مجلس نقابة المعلمين المنتخب، نموذجا للتمثيل الشعبي للناس، وهو ما امتاز بالصلابة والقوة والصدق، فيما بقيت الهيئات والمؤسسات المعينة والمنتخبة التي يهيمن عليها النظام السياسي تقف ضد غالبية الناس وهمومهم؛ وهو ما ادى الى نزيفها لما تبقى من شرعيتها وشعبيتها ان كانت توجد لها في الاساس.
لقد قدم المعلم الاردني صيغة عادلة يمكن من خلالها فقط حل المأزق القائم وهو (ان نجوع معا او نشبع معا) وهي عبارة تعني ان المعلم مستعد ان لا يحصل على العلاوة فقط بل ويساهم بجزء من راتبه اذا كان على قناعة ان هناك عدالة وتساويا في الجوع والشبع.
نحن امام صيغة واقعية مستجدة من المستحيل تجاوزها، تقول باختصار ان الشعب الاردني وجد طريقه وانه ماض في ذلك الطريق حتى نهايته، والتي تكون فقط على شكل ان يستعيد الشعب السلطة والدولة.

نيسان ـ نشر في 2019-10-02 الساعة 12:45


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً