اتصل بنا
 

المعلمون والصندوق والصراع الطبقي

كاتب

نيسان ـ نشر في 2019-09-17 الساعة 10:18

نيسان ـ بات واضحا ان ازمة الحكومة والمعلمين هي صراع طبقي، و اضراب المعلمين هو حالة احتجاجية ضد العولمة الاقتصادية ومؤسساتها، وتحديدا صندوق النقد وسياساته، التي يتعامل معها المسؤولين في الدولة بنوع من القداسة، بل أن الصندوق أكد مرارا وتكرارا الى ضرورة هيكلة القطاع العام وتخفيض الانفاق عليه، بل وعلى الخدمات الاجتماعية ككل من تعليم وصحة وغيرها، والصندوق ليس له هم سوى اقتصار دور الدولة على تأمين الأمن ولعب دور الشرطي وتوفير الأمن، والذهاب اكثر الى تسمين القطاع الخاص.
احتجاجات الرابع(حراك المركز) او حراك الطبقة المتوسطة التي اسقطت الملقي بشرارة من النقابات الصحية ونقابة المهندسين وهي ايضا نقابات الطبقة المتوسطة ، يقابلها الآن حراك (الأطراف) حراك الطبقة الفقيرة الذي يطلق شرارته المعلمين المحسوبين على فئة الفقراء وذوي الدخل المحدود، والذين يتعاطف معهم الفقراء الذين يدرسون ابنائهم في المدارس الحكومية، لذلك من الطبيعي ان ترى معظم التجييش يأتي من اتباع الطبقة المتوسطة والمخملية المحسوبة على الحكومة، وهؤلاء عادة لا يدرسوا ابنائهم بمدارس القطاع العام ولا يهمهم أبناء الفقراء الا من رحم ربي، وكذلك الحال الوزراء واصدقائهم واتباعهم ابنائهم في المدارس الخاصة والدولية، ومن الطبيعي ان ابناء تلك الطبقة تجدهم في صف الحكومة لارتباطات ومصالح معها، اذن فالمسألة صراع طبقي بامتياز، وصراع بين معسكر الاشتراكييين والنيوليراليين، المعلمين العاملين باجر في القطاع العام والنيوليبراليين من طاقم الوزراء وحلفائهم من جماعة صندوق النقد، هؤلاء المسؤولين لا يستطيعوا الخروج عن توصيات الصندوق قيد أنمله، بل يتكرر في حديث فريق الحكومة كلمة ربط الرواتب بالأداء في كل لقاء، فهذه العبارة تتردد على لسان بعثة الصندوق حرفيا في كل زيارة، واكثر عداء يكنه الصندوق وادوات العولمة برمتها من البنك الدولي الى منظمة التجارة هو العداء لكل ما هو عام، ولكل ما يسمى خدمات اجتماعية من تعليم وصحة وضمان احتماعي، فيرهن قروضه بالتحول التدريجي طويل الأمد من القطاع العام الى القطاع الخاص او ما يسمى الخصخصة، وفرض الضرائب وتحرير السلع وتقليص الخدمات الإجتماعية وهيكلة القطاع العام بتخفيض عدد العاملين فيه وتخفيض الإنفاق عليه.
نحن امام صراع سياسي جذوره اقتصادية طبقية، مختصر مفيد، الملقي اسقطه المهندسين والنقابات الصحية مدعومين بحاضنة شعبية من حراك المركز (حراك الطبقة المتوسطة) ، ذات السيناريو سيتكرر، فالرزاز ربما يسقطه المعلمين مدعومين بحاضنة شعبية مدعومة من حراك الأطراف (حراك الطبقة الفقيرة) الذي ظهر بزحف آلاف المعلمين بمساندة شعبية من المحافظات اضافة لعمان، ثم بدأ يتسع بظهور آلاف من اهل الجنوب في مسيرة حاشدة في الكرك اول أمس، وامام هذا التجاهل والتعنت الحكومي والاستعلاء الطبقي، سنجد رقعة الاحتجاجات تتسع يوما بعد يوم وتكتسب زخما شعبيا بمساندة حراك الاطراف من محدودي الدخل والفقراء، الذي ستشتد وتيرته وستنضم له جهات وفعاليات أخرى، وربما سيبدو الأمر ساكن لغير المتتبع للمشهد عن قرب، لكن لحظة انفجار وزخم بشكل فجائي مصحوبة بحالة من الفوضى تقترب، التعنت والاستعلاء ليس في صالح أحد. ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا..

نيسان ـ نشر في 2019-09-17 الساعة 10:18


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً