اتصل بنا
 

يلعن ابو الايجابية يا صديقي

نيسان ـ نشر في 2019-09-16 الساعة 20:18

نيسان ـ يلعن أبو الإيجابية يا صديقي.. هل تظن أني سعيد بقرفي ومللي وتضييع وقتي في وصف الملل وفقدان الأمل! هل تظن أني سعيد بتدمير نفسي على مهل والإكثار من شكوى وقرف الدنيا! هل تظن أن هذا هو علي الذي تعرفه مذ كان زعيمًا قبليًا جهويًا ورقيًا؛ مرورًا بحياة الصحافي والصعلكة وكتابة الشعر حتى بلغتُ من الحكمة والملل مبلغَ رجل في التسعين؟
توقفت عن النقد الأدبي منذ سنوات، تقاعدت من كتابة الشعر وتخليت عن ديواني المنشور، توقفت عن إكمال كتابي في التصوف قبل نهايته بقليل، تركت الاهتمام بالأدب المقارن ولم اترجم حرفًا واحدًا من السلسلة التي أعمل على ترجمتها منذ سنتين، توقفت عن تغذية مدونتي ولم اجمع اكثر من 500 مقال ونص سردي في تراثنا وهويتنا واتركها مبعثرة.
هذا موت سريري يا صاحبي، ويحق للأموات ما لا يحق لغيرهم، يحق لي أن أزور جدتي ازعيله المفلح وأعود بنص عن الخبز، وأن أزور كل جداتي (صيتة، وضحا، حاجه، ازعيله) وأعود بنصوص عنهن، يحق لي أن أزور أجدادي محمود الحسن وباير وسليم وخليفة وارجع بقصة "عبيدي ما يلبس عچم يلبس حرير مقصب"، يحق لي زيارة يوسف المحمود الحسن الذي قتلوه ثأرا من جدنا وكان وسيمًا جدًا كما وصفه أبن أخيه (جدي)، أنا مع الأموات يا صاحبي لسببين: الأول أني غاضب من نفسي لأني قبلت أن أسكت والثاني لأني بلا ظهر. إنني عائف لصباحي.. يا صاحبي. وسر الموت دائمًا.. في أسباب هكذا حياة.

نيسان ـ نشر في 2019-09-16 الساعة 20:18


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً