اتصل بنا
 

عمان تغط في نومٍ عميق حتى يتململ الجنوب

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-09-15 الساعة 22:26

نيسان ـ الديمقراطية ولغة الحوار ليسَتْ مِعّطفاً تَلبَسُهُ وتخّْلعهُ حَسبَ البُقّعة الجغرافيّةِ في العالم أو حَسبَ الطائفةِ أو المَذهبِ أو الدينِ أو المصّلحةِ الذاتيّة.
الديمقراطية مبدأٌ لا يتجزّأ حسبَ وُجهةِ النظرْ، أنا أعلمْ أنّ كلّ [ سَفَلةِ و سماسرة وفاسدي هذه الرقعة التي نسميها وطناً، ويسمونها مصلحتهم] يتآمرونَ عَليْنا وهذا قديمٌ قِدمَ التاريِخِ، ولكنَّ التفاصيلَ وحِدّةَ التآمرِ هما اللذينِ يتغيّرانْ، ولَنْ نُفلح قبلَ أنْ نَنالَ حُرّيَّتنا، وسَنُفّلحُ مهما كانتْ الصورةُ قاتمةْ.
أُدرِكُ تماماً بأن منازل معظم الأردنيين تئن و تنحاز دائماً نحو اليسار، ولكن لن ننسى أيضاً بأن هذه المنازل التي علمتنا القوة والتضحية والفداء يتكاثر فيها...
كِتابٌ عنِ [ المَدينةِ الفاضلةِ ]، ودَفْترٌ في تاريخِ الأديانِ
و مَنشورٌ من [ وزارةِ الشؤونِ الإجتماعيّةِ ] عنْ كيّفيّةِ تَنظيمِ النَسّلِ، وبعضها يتواجد به أيضاً طَلبٌ للحُضورِ إلى [ دائرةِ المُخابراتِ العامةِ ]
وقِطّةٌ جائعةٌ
....
وَ لِكَي أكون صريحاً أكثر وقلْبي أيضاً....
الرسمي الآن يؤكد ويشد على يديَّ في قاعدة كنت قد تبنيتها منذ زمن ( كُلُ حَقيقَةٍ حُبلى بِنَقيضِها) وهذا هو حال الرسمي من خلال رسائل فخامة الرئيس عبر مواقع التواصل او عبر التلفزيون الرسمي، فَجُلُنا لم يقرأ النص والكَلِماتِ فقط بل قرأنا ما بَيّنَهُما بِلُغَةِ الفراغ..وبعيداً عن لغة المواجهة التي لابد للجنوب دوماً من قيادتها، فعمان منذ الأزل تغط في نومٍ عميق إلى أن يتململ الجنوب، حينئذ تستيقظ عمان من غفلتها ونومتها الإجبارية، نظراً لسياسة قاطن الرابع.
يبدو بأن فخامته نسي او تناسى تماماً بأنه في قلب كل معلمٍ ومعلمةٍ في وطني لا يهُم متى يكون الوقت ليلاً او نهاراً، لأن ( جوعَ الكَرامة) يُحِّيدُ عقارِبَ الساعة... الرسمي أيضاً يبرَعُ في أساليبٍ مكوكية لحل الأزمة وذلكَ منْ أخْطرِ أساليبِ [ القَمّعِ ] التي تُمارَسُ اليوم ، [ أساليبُ التَخوينِ والتَكفيرِ وإنكارِ الآخرِ ] وهيَ منْ (( أسلحةِ الكلامِ الشاملِ )) التي تُدمّرُ نَسيجَ مُجتمعاتِنا، وتأخذُ بالوعيِ الجَمعِيِّ إلى أسفلِ السُلّمْ....
لا بُد بأن فخامة الرئيس أن يقرأ مقالي هذا، وكُلي يَقينٌ بذلك، ففخامَتُهُ يَتَجَوَّل ليلاً في شوارعِ [ الفيسبوكْ ] و يتبادَلُ التَحايا مع بعضِ الأصدقاء الذينَ جافاهمُ النومُ،
- كُلُّ شيّءٍ هادئٌ تقريباً فَخامَتك-، الأضواءُ باهتةٌ في النوافذِ المُغْلقةِ، بعضُ [ الشعراءِ ] المُشرّدينَ على الأرصِفةِ، سيّدةٌ هُناكَ تَلعنُ حظّها في عالمِ الرجالِ، شابٌ يافعٌ في العمرِ يُناجي حَبيبتهُ النائمةَ التي لا يستطيعُ العَيشَ بِدونها، [ مُعارضٌ سياسيٌّ ] يشّتمُ النظامَ القائم [ ويفضحُ ] مُمارساتهِ القَمعيّةَ، شَيّخٌ [ يَنصَحُنا ] كيفَ نحْصلُ على مِليونِ حسنةٍ في ضرّبةٍ واحدة، أمُّ كلثوم تغنّي [ أغداً ألقاكّ ] في زاويةٍ مُعّتمة، صورةٌ فوتوغرافيّةٌ هنا ولوِحةٌ سِرّياليّةٌ هناكْ، بَعضُ عناوينِ الصحفِ الإلكترونيّة، جُملٌ قَصيرةٌ هُنا ومقالاتٌ بحجمِ مُجلّدٍ هناكْ، تَهنئةٌ على الزاويةِ وبيتُ عزاءٍ في الجِهةِ المُقابلةِ، كلّ المَقاهي أغلقتْ أبوابَها ولمْ يَجِد فخامَتُهُ فنجانَ قَهّوتِه فأقْفلَ راجعاً إلى جِداره....
فخامة الرئيس بدأت الحياةُ مشاعاً على هذه الأرض، وَسَتَنتَهي كذلكَ مهما كان (رجائي) قوياً او حتى مهما أَتقَنت الفَلسَفَة.
سيِّدي الرئيس ما ( الرابع) الا محطة قطار يَعبُرُها الكَثير، ولا يتركون إلا رائحة عطر فرنسي، أو أزمةً خانقة، ليسوا كوصفي الذي عبر وترك كل إنجازاته وذهب ليقابل الله، سيدي الرئيس قبل ذهابك دع شيئا كوصفي، أو أكثر لنا من ال One Milion ففصل الشتاء بات قريباً ونحن بحاجةٍ لعطرٍ ثقيل جداً.

نيسان ـ نشر في 2019-09-15 الساعة 22:26


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً