اتصل بنا
 

بهجت سليمان... ما عرفناك إلّا شتّامًا

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-08-13 الساعة 20:26

بهجت سليمان.. . ما عرفناك إلا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...لم يفوّت الجنرال السوري الشتّام بهجت سليمان فرصة وقوع الزميلة في فضائية "المملكة"، ساندي الحباشنة بخطأ أو زلة لسان، وصفت به جيش النظام السوري بانه "جيش احتلال"؛ ليغرس أنيابه المسمومة في الجسد الأردني وسط ترحيب خجول من الشبيحة والمرتزقة.
لا يمكن إنكار سعي السفير السوري الأسبق في عمان الدائم للحط من قيمة الأردن؛ نظاماً وشعباً، رغم رعياتنا لنحو مليون ونصف المليون من شعبه المشرد، منذ اشتعال الأزمة السورية قبل نحو تسع سنوات.
السفير المطرود من عمان قبل سنوات غالى في استغلال الخطأ كثيراً؛ لغايات ثأرية في نفسه، لا تزال تنتج قيحاً ودمامل سوداء، تتغذى عليها مجامع الشبيحة وتعتاش على ارتداداتها.
سليمان نضحَ على موقعه الشخصي، واصفاً الأردن بانه”المملكة الهشيمية”، لكن تغريدته لم تثر كل تلك الأصوات التي لم تتقبل اعتذار الحباشنة ولا حتى اعتذار تلفزيون المملكة.
أية مسطرة تلك التي يقيسون بها مواقفهم "العروبية"؟ وأية قيم ينحازون لها وهم يقرأون سخط السفير المأزوم وأحقاده على بلدهم التي تقاسمت مع أبناء جارتها الشمالية رغيف الخبر وقطرات الماء الشحيحة؟ أية دماء تلك التي تجري في عروقهم، فتضخ لهم في الصباح كل هذه الذلّة وهم يسمعون صوت حليفهم مواصلا الاساءة لبلدهم.
من يستفزّه مجرد خطأ لمذيعة عن الجيش السوري عليه أن ينتفض حين تأتي الشتيمة لبلاده من جنرال واظب لسنوات في عض يد الأردن، رغم ما تقدمه المملكة الهاشمية من إيواء وخدمات لشعب أعزل شردته براميل وأسلحة النظام الذي ما زال عاجزا عن تخليص شعبه من ألسنة الحرب المشتعلة.
الأصوات التي خرمت آذاننا تمجيداً للجيش السوري تنخرس تماماً عن الرد، وتلوذ في صمت سياسي رخيص، كان قبل قليل يرفض حتى فكرة الاعتذار، باعتبار ما حصل مع المذيعة الحباشنة يصل حد جريمة الخيانة.
"خيانة" هكذا ومن دون مقدمات، الحباشنة غدت خائنة بين ليلة وضحاها، وعليها أن تدفع الثمن ليس بالاعتذار، بل ربما يريدون منها أن تذهب بصحبتهم إلى القصر الرئاسي فتكرم رئيسهم بالعباءة الأردنية، ثم تنحني له احتراماً على كل قطرة دم سفكت في سوريا من أجساد دفعت فاتورة الحرب من أرواحها ودمائها.
الحباشنة لا تخون مملكتها وناسها، وكيف يخون أحدنا بلاده وهويته ووجدانه وفي أعماقه تنهض كل يوم قلعة من القيم والأخلاق؟.

نيسان ـ نشر في 2019-08-13 الساعة 20:26


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً