اتصل بنا
 

طلال أبو غزالة .. نظامُ الوتيرات الجهنميّة

نيسان ـ نشر في 2019-08-07 الساعة 14:57

نيسان ـ تُسيطرُ النزعةُ الساديّةُ للبرجوازيين على مواقفهم تجاه حقوق الموظّف أو العامل أو الطبقة الكادحة ، وهي نزعةٌ لا يمكن لجمها أو تجاهلها لدى هؤلاء ، لأنّها تستفحل وتتعملق في الواقعِ الذي تستملكه هذه الطبقة أي الطبقة الارستقراطيّة الدينيّة – الاجتماعيّة ، لم تعدْ العبوديّة جليّةً مثلما كانت في الماضي ، فالأرستقراطيّ لا يجلد الموظف بسوطهِ ، أي أنَّ الأدواتَ الاسترقاقيّة اختلفت ، فالراتبُ هو الذي يستغلّه ربّ العمل " البرجوازيّ " لابتزازِ الموظّف أو العامل وانهاكه بمسوِّغاتٍ كالإنتاجيّةِ أو غيرها من الأمور التي تنطلي على العامّةِ .

الانتاجيّةُ : هي معدّل ما تنتجه وحدة إنتاجيّة مُعيّنة في وحدةٍ زمنيّةٍ مُحدّدة ، ساعة مثلًا ، معتمدين في حسابِ ذلك على أحد العوامل الإنتاجيّة الأساسيّة وهو العمل . هذا شرحٌ موجزٌ للإنتاجيّةِ التي يستخدمها السيّد طلال أبو غزالة لتبريرهِ استلابِ حقوق الطبقة العاملة التي لها " حق الاستكانة " ، هذا الحقُّ الذي تحاول الطبقة الاستيلائيّة " البرجوازيّة " أَنْ تواريه ، وهي عندما تمارس هذا الاغتصاب الطبقيّ فهي تريد الحفاظ على مصالحها ، فمثلًا السيّد أبو غزالة وبذرائعٍ مختلفةٍ لا يريد خسارة يومًا واحدًا من العملِ ، لهذا السبب تحدّث مع رئيس الوزراء عمر الرزّاز وبلغةٍ برجوازيّةٍ حول " تقتير " العطل الرسميّة .

يتحدّث أبو غزالة عن حياتهِ وفقرهِ واملاقهِ ، وعن الدوافعِ الكفاحيّةِ له ، حتى أصبح أمثولةً للآخرين ، وباستخدامِ الوسائلِ الدينيّة " الرزق اللامتناهيّ " والأخلاقيّة " الأمانة ، الصدق " ، وهي أسبابٌ غامضةٌ وأخلاقيّةٌ يروم من يستخدمها اجتراح ماضٍ كفاحيّ يجعله محطّ الاهتمام الاجتماعيّ ، وليس ذلك فحسب ، بل يقول السيّد أبو غزالة أنّه قارئ جيّد لساعاتٍ ، فهو له حقّ الثقافةِ والقراءة أمّا الموظّف أو العامل فلا ، وهذا ضمن احتكار " الثقافة " لدى الطبقة الثريّة التي تعتبر هذه الحقوق لها دون غيرها .

يوطّئ السيّد أبو غزالة " عضو مجلس الأعيان " أيضًا للتقليلِ من الاجازاتِ ، وهذا باستغلالِ النفوذِ الرأسماليّ ، فالمجالسُ التشريعيّةُ في الأردن هي مجالسٌ رأسماليّةٌ لأنَّ غالبيّةَ أعضائها من الرأسماليين والأثرياء الذين لا يمكن أَنْ يُشرِّعوا تشريعًا لصالحِ الطبقةِ الكادحةِ أو العاملة ، لذلك موقفُ أبو غزالة من الاجازات ليس موقفًا طبقيًّا استعلائيًّا فحسب ، بل رغبةٌ بجعلِ القانون " قانون العمل " داخل جراب المصالح والمنافع الرأسماليّة لطبقةٍ أصبح ظلّها أكبر من الوطنِ الذي تعيش فيه .

نيسان ـ نشر في 2019-08-07 الساعة 14:57


رأي: كريم الزغيّر

الكلمات الأكثر بحثاً