اتصل بنا
 

القوَّاتُ المُسلّحة الأردنيّة : معركةُ الحفاظ على الصيت

نيسان ـ نشر في 2019-08-03 الساعة 15:15

نيسان ـ تُحيقُ الاستباحةُ حول مؤسّساتِ الدولة الأردنيّة ، والتي تجابه التناقضات الداخليّة التي توظّف لدى فئاتٍ ضامرة في الاغتيالِ المؤسّسي والذي يتعامد مع التهديدات التي يواجها الأردن ، تهديداتٌ لا تختلف عن التهديداتِ الماضويّة ، لكنّ الواقعَ المعاش لمؤسّساتِ الدولةِ الأردنيّة يُمكِّن هذه التهديدات من الانبلاجِ الحقيقيّ ، وأبرز هذه التهديدات ، أَنَّ الخلافاتَ أو التناقضات أصبحت " مادةً أوليّةً " تُستخدم في تمزيقِ " الجلد المؤسّسيّ " لهذه الدولة .

للجيشِ الأردنيِّ مكانةٌ وجدانيّةٌ وتاريخيّة ، مكانةٌ لم تتحقّقْ لتاريخهِ العسكريِّ المتألق فحسب ، بل لأنَّ الجيشَ الأردنيّ المؤسّسة المتماسكة والتي ينضوي داخلها الأردنيّون ، وهي محطُ الاستيثاق لدى غالبيّة الأردنيين ، والسببُ القانع بالاستقرارِ والحفاظِ على الدولةِ ، وكنتيجةٍ لمعركةِ " تمزيق الجلد " تواجهُ القوّاتُ المسلّحة الأردنيّة ابتزازًا حقيقيًّا بُغية تبديد هذه المؤسّسة بالخلافاتِ الداخليّة أو بالوشايةِ أو بالتربُّصِ الشخصويّ الذي يُمارس بحقِّ قياداتها .

ليست مصادفةً تأجيج هذه القضايا في لحيظاتٍ تاريخيّةٍ حالكةٍ تحوم حول المستقبل الأردنيّ ، فالأردنُ تتحلّق حوله الصخور الناتئة ، والمؤامرات ليست ضد دوره بل ضد وجوده ، والأفظع أَنَّ المسؤولين في مؤسّساتِ الدولةِ منهم من يتماهى مع هذه المؤامرات ، وبالتالي فإنَّ حديثَ رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق محمود فريحات في تجمُّعٍ تضامنيٍّ وليس " تكريميّ " يجعل الحقائق جليّةً .

لا تُقلِّل الصراعات الداخليّة أو صراعات القوى من مكانةِ الجيش الأردنيّ ، ولكنّها ستؤذي الصيت التاريخيّ والعسكريّ لهذا الجيش ، لذلك فإنَّ الضرورةَ الوطنيّة تستدعي الحفاظ على الصيتِ العسكريّ والتاريخيّ للقوَّاتِ المُسلّحة كمؤسّسةٍ وطنيّةٍ لا كقياداتٍ وقوى أنهكت " دوافعها النفعيّة " مؤسّسة الجيش .

نيسان ـ نشر في 2019-08-03 الساعة 15:15


رأي: كريم الزغيّر

الكلمات الأكثر بحثاً