اتصل بنا
 

التوجيهي.. التسعينات بحال البلاش

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-07-28 الساعة 12:44

التوجيهي.. التسعينات بحال البلاش ـ بقلم:
نيسان ـ إبراهيم القبيلات...يعقد والد طالب توجيهي مقارنة سريعة بين فرحة ابنه بالحصول على معدل تسعيني، وبين بهجة قريته بحصول أبنائها على معدلات تراوحت بين الـ65% و 68% قبل أزيد من ربع قرن، ليقول لمجالسيه من المهنئين أن معدلات اليوم منزوعة البركة العلمية.
ما يرمي له الخمسيني هو الكرم الحاتمي في نتائج الثانوية للدورة الحالية، وما رافقها من غضب وتشكيك مجتمعي أربك الوزارة التي راحت تدافع عن النتائج ومصداقيتها بجمل من طلاسم لا يفك شيفرتها سوى وزيرها الذي غرد قائلاً "ارجو ان أبين أن حساب المعدل لا يتم بقسمة علامات الطالب على المجموع العام كما كان في الإمتحانات السابقة، بل يتم بحسابه من خلال اوزان المواد وهي غير متساوية".
إذا مشكلتنا في وزن المواد لا في غيرها، وهذا يعني أن على الخبراء والوزراء السابقين أن يتدخلوا بهدوء، لنفهم منهم شيئاً يسيراً من كل هذا الضجيج الذي قسّم الشارع حيال نتائج الثانوية العامة، ففي الوقت الذي فرح به البعض بتحصيل الطلاب علامات مرتفعة وغير مسبوقة، شكّك آخرون بمصداقيتها وأهدافها، لكن الوزارة ظلت تدافع عن نتائجها حتى وصلت إلى اتهام المشككين بالغيرة والحسد وضيق العين.
كتلة الوزراء السابقين في التربية والتعليم وفي غيرها يدفنون رؤوسهم وسط أمنيات بإعادة التدوير، كلما تعرضت البلد إلى محنة، لا شيء يهمهم سوى إعادة تدويرهم في المناصب الرفيعة وامتيازاتها؛ فيمعنون في السكوت.
بالنسبة لوزراء التربية السابقين اختاروا المساحة الآمنة، ولم يصدر عنهم أي تعليق، سوى الوزير الأسبق الدكتور محمد ذنيبات الذي خرج على إحدى الإذاعات المحلية، ردّاً على اتهامات الوزير الحالي الدكتور وليد المعاني بأن أسئلة السنوات السابقة من خارج المنهاج، في محاولة لشرعنة النتائج وتسويقها بين الناس.
الذنيبات قال على الأثير إن النتائج الحالية تستدعي التوقف عندها، وأن ما جرى ليس صحيحاً، ولا يمكن أن يكون انعكاسا للواقع، ولا يجوز كسب الشعبية باتهام الآخرين.
يحسب للوزير الذنيبات خروجه والإدلاء بدلوه في مسألة خضّت الرأي العام الأردني منذ صبيحة يوم الخميس الفائت ولا تزال أصابع الاتهام مرفوعة بوجه الوزارة حتى الآن.
يقرأ المختصون نتائج التوجيهي بأنها محاولة من الوزارة لتسويق نظام الدورة الواحدة، وإقناع الأردنيين بجدواها على حساب سمعة التوجيهي ومكانته العلمية؛ فعملت على رفع المعدلات إلى حدود الصدمة؛ لتحريك المياه الراكدة في الجامعات الرسمية ولا سيما جامعات الاطراف في نظامها الموازي، إلى جانب تحسين فرص الجامعات بالخروج من عنق أزماتها الاقتصادية، ومضاعفة أرباحها.
الطريف في حادثة التوجيهي هو أن يتبنى الوزير رأياً على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يقول به صاحبه إن نتائج الثانونية العامة عزّزت من الانتماء والولاء للمواطنين، مقابل وصف المخالفين لرأي الوزراة بالذباب الإلكتروني.

نيسان ـ نشر في 2019-07-28 الساعة 12:44


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً