اتصل بنا
 

عندما تقتل المراة لانها امراة

كاتب

نيسان ـ نشر في 2019-07-11 الساعة 22:32

نيسان ـ القاتل ذكر والضحية أنثى..اربع نساء قتلن في أقل من شهر، خبر القتل يمر مرور الكرام، وتكتفي وسائل الأعلام بنقل الخبر دون إعطاءه مساحة كافية لإبراز خطورة الظاهرة و بيان اسبابها وكيفية الحد منها، ان لم يكن هناك اعلاما يزيد الطين بلة، ومنابر تحرض الذكور على النساء و تربط مفاهيم الرجولة بالهيمنة والسيطرة على المراة، وتبرز الذكورية السلبية وتعززها، بدلا من ابراز المنظومة القيمية والشرف باعتبارها قيم جوهرية للانسان، سواء كان رجلا او امراة، فالشرف قيم للإنسان وليس لجنس دون آخر، ولا سيطرة او افضلية جنس على آخر، وما يعاب على المرأة بجب ان يعاب على الرجل.
يعتبر قتل المرأة أقصى درجات العنف ضد المراة، العنف القائم على الجنس، في مجتمع يعطي حق الوصاية للذكر على المراة نتيجة اختلال موازين القوى التي تعززه الثقافة والاعراف الذكورية السلبية، و التي تمنح الرجل حق بسط نفوذه وسيطرته على جسد المراة بوصفها ضلع قاصر وجزء من ممتلاكته، يعكس مفهوم الشرف بقوة العنف ضد المراة! اكثر من ثلث الجرائم في الاردن ضحيتها نساء ، وخمس النساء الضحايا هن طفلات اقل من 18 عام، ثلث النساء الضحايا يتم قتلهن بذرائع الحفاظ عل الشرف او يسمى غسل العار، ولكن في الواقع تستخدم تلك الذريعة لقتل المراة لاسباب أخرى كحرمانها من الأرث!
من اهم اسباب قتل النساء العنف الاسري والخلافات العائلية، شكوك في سلوك الانثى اي اعتقاد في نفس الجاني تجاه سلوكها، خلافات نتيجة الفقر والحالة الاقتصادية ، الزواج المبكر، واسباب أخرى، كالخوف من فضح اغتصابها و مراودة الجاني للضحية. اكثر من 86 بالمئة من مرتكبي الجرائم ضد المراة هم ذكور. كالاخ ، الزوج، الاقارب والاب، والنسبة التي ترتكبها نساء تكون بالاشتراك وتحريض الذكور، اكثر من80 بالمئة من الضحايا اللواتي يقتلن بداعي الحفاظ على الشرف ومحو العار هن بريئات مما اتهمن به، وخاصة بعد الكشف عليهن من قبل الطب الشرعي، للاسف ان العنف ضد المراة يواجه في احيان كثيرة بقبول مبطن يأخذ شكل الصمت وتبرير الجريمة ، والذهاب لتجريم ولوم المرأة الضحية، حتى في غياب السبب، ويواجه بتسامح في مجتمع يعتبر الرجل مناط به حماية الشرف الذي يختزل في جسد المراة دون الرجل، وكأن الشرف شأن أنثوي خالص، الرجل يثأر والمراة تحمل شرف العائلة والعشيرة والقبيلة، جسدها ليس ملكها، بل امتداد للعشيرة والقبيلة، المراة تقتل لمجرد اعتقاد وشك في سلوكها والرجل يحتفى بغزواته الجنسية دون ادانته ولومه وتجريمة لذات الفعل، القتل مرفوض شرعا وقانونا، مهما كان السبب، ولا يجب ان بتم تنفيذ اعدامات ميدانية باسم اعراف ظالمة يرتكبها ذكور مغرر بهم، بمباركة شعبية او فهم مغلوط للدين والقانون! لينصب ذكرا نفسه الشرطي الشرطي والحاكم والجلاد بمعزل عن القانون والاخلاق.
الحد من قتل النساء يكون بفك هيمنة و وصاية وسلطة الرجل على كيان المراة، والاعتراف بكينونتها واهليتها و هويتها المستقله عنه واحترام تلك الكينونة، وعدم التمييز في الحقوق والمعاملة بين الجنسين، ومهما كان الفعل جسيما فهناك خيارات و وسائل قانونية واخلاقية وقيمية للتعامل مع اي سلوك، وان تلدين النصيحة، سواء فب التعامل مع الذكر او الأنثى. المراة كائن لم يخلق ليقتل ولم يخلق ليهان ولم يخلق ليتم اعتبارها انسان او مواطن من الدرجة الثانية، ولا انسان قاصر ولا ليتم التمييز ضدها في اي حق انساني، بل هي انسان كما الرجل، لها ما لها وعليها ما عليها على اساس حق المواطنة والانسانية وحق الحياة وتقرير المصير، في القرن الواحد والعشرين، لا زالت المراة تقتل لأنها إمرأة!

نيسان ـ نشر في 2019-07-11 الساعة 22:32


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً