اتصل بنا
 

حديث العيد..

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-06-04 الساعة 12:29

نيسان ـ مما لا شك فيه أن الحديث عن مشروع صفقة القرن، ستكون المادة الدسمة التي ستتناولها الجلسات بمختلف مستوياتها الثقافية والسياسية في أيام العيد، وخاصة بعد القمم الثلاثة الباهتة في اللون والطعم السياسي.
كما نشهد هذه الأيام انحسار شدة الموجة السياسية الحارة، التي كادت ان تجتاح المنطقة، بعد ما رشح من تسريبات صحفية مقصودة تحمل أبرز ملامح صفقة القرن، رافقها ضخ إعلامي ممنهج ومدفوع الثمن واسع الطيف على مستوى المنطقة، على عكس وسائل الإعلام الغربية وتحديدا الأمريكية التي انشغلت في قضايا داخلية تعصف في إدارة البيت الأبيض، والإسرائيلية التي واجهت عدم قدرة نتنياهو بتشكيل الحكومة وقضايا الفساد التي تطارده في الرأي العام.
ما يهمنا في هذا الإطار، التصدي الأردني الرسمي والشعبي لمضامين المشروع الجديد، واللياقة السياسية التي تمتع بها جلالة الملك في لعب دور إحترافي، أختصر فيه خبرة العشرون عاما في قراءة المشهد بواقعية عميقة،و قيادة البلد الأكثر إستقرارا في الوسط الملتهب، الذين راهن الكثيرون على هشاشته وعدم صموده ومنعته في مواجهة أزمة متوسطة الحجم.

إغراق الأردن ذهنيا في الهم المعيشي والإقتصادي كانت الآداة الواضحة،في يد كاتب السيناريو والمخرج والمنتج المنفذ لبنود مشروع صفقة القرن، التي جاءت إصطلاحيا من رجل أعمال يغامر في مال الآخرين السذج، وتستهويه عقد الصفقات السريعة، ويتوارى عن الأنظار في خفة اللص الماكر.

وهنا لا نكيل مدحا حين نقول أننا فخورون في الأداء الملكي بإدارة قرص النار على مشعلها الحقيقي، وحماية المصالح الأردنية والفلسطينية العليا وتحديدا ملفي القدس واللاجئين.
نعم نعتب على تقييد الحريات وأعتقال بعض الناشطين، الذي أتمنى أن يكونوا مع عائلاتهم وأطفالهم في العيد المبارك، ولكن من جهة أخرى العين تملؤها الرضى، على ما نرى من المناورة السياسية الذكية للقيادة الأردنية في كف يد الشيطان "الإقليمي" عن مملكتنا وثوابتها تجاه قضية القرن فلسطين الحبيبة، لتكون صفعة في وجه العابثين في مصير الأمم.
٣٠ رمضان ١٤٤٠هجري
#صفقة_القرن #الأردن

نيسان ـ نشر في 2019-06-04 الساعة 12:29


رأي: عمر الشوشان كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً