اتصل بنا
 

لقمة الرزاز...منسف الحنظل

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-04-29 الساعة 23:44

لقمة الرزاز.. .منسف الحنظل
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات....يقال ان بدوياً همس في سر صديقه مستفسراً، الجود من الماجود؟ فكان الجواب، بل حرارة بالجلود. "حرارة" يلمسها ضيف عقب أن احمر وجه المعزب خجلاً لضيق اليد وشح الحال، فكان ذلك منتهى الكرم.
مناسبة هذا الكلام ما يتداوله ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي للقمة رئيس الوزراء عمر الرزاز من سدر منسف متبوعة بشيء من السخرية والقسوة الاجتماعية غير المبررة.
وكأن حرارة الأمس على قلة حيلة البدوي بقيت في شرايين الرجال ولم تنتقل الى بعضنا في العالم الافتراضي.
كثير منا ينسون أنفسهم حين يتربعون على سدر منسف، وانا منهم، بل انني أتمادى في مراوغة الرأس حد التغزّل به وتقبيله، بعد أن أكون "دسيت" في حلقي عشرات اللقم الملغومة بقطع من اللحمة وشيء من البصل والفلفل.
تلك هي أدوات فتح صبابات الشهية على اتساعها عند الاردنيين.
أسوق هذا الكلام لأقول اننا ننتقد الرئيس الرزاز ونشبعه "قرصا" لآدائه في الرابع لا لكبر لقمته، وإن قالت العرب "أكل الرجال على قد افعالها.
كنت من المؤمنين بالرجل حد التسحيج، كان ذلك في رمضان الفائت، وعقب ان خذلنا الرزاز في الكثير من الملفات الوطنية وخاصة الاقتصادية عدت الى غمري وخرجي.
كنت اظن أن الرزاز سيدخل شيئا من الفرح الى قلوب وجيوب الفقراء والمهمشين، لكنه أشبعنا تنظيرا وفاز التجار من الليبراليين والصلعان بإبل الناس وقوتهم.
عقب لقمة الرزاز الشهيرة سيطلب الرسميون بعد كل دعوة على وليمة "تلقيط" الهواتف وإبعادها عن حرم المنسف، فلربما كانت الدعوة ملغومة وبهدف توثيق التصيد والاستباحة وليس للكرم.
لا مبرر للغانم ملتقط الصورة، حتى وان أدخلنا عقولنا في "الفريزر"، سيبقى خيار تسريب الصورة معلقاً وبحاجة لاجابة، وينطوي على كثير من الغرابة.
لا نريد التكهن بنيته ودواخله، فإرث الاردنيين في إكرام ضيفهم لم يصل يوما حد الاستباحة، لكن هذا ما جنته علينا إرهاصات "النهضة" وتداعياتها العكسية على حياة الناس ومداخيلهم.

نيسان ـ نشر في 2019-04-29 الساعة 23:44


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً