اتصل بنا
 

انتخابات الاردنية

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2019-04-21 الساعة 20:38

نيسان ـ انتهت الاسبوع الماضي انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الاردنية والتي جاءت نتائجها على نحو 6 مقاعد للنشامى (المشروع الوطني)، الكرامة 3 مقاعد (وطنيون مستقلون)، العودة 3 مقاعد (فتح) واهل الهمة 6 مقاعد (اخوان).
تشكل الانتخابات اتحاد الطلبة اهمية خاصة لجهة انها تعطي مؤشرات على حركة المجتمع والشارع الطلابي وتكشف عن مسار التيارات الفكرية والسياسية التي تؤثر على اهم معامل صياغة وتشكل الوعي الطلابي السياسي والتي تمنح هؤلاء الشبان ملامح الصراعات السياسية وادواتها وتعبيراتها.
لعل اهل الهمة والعودة وهي تيارات تذهب الى التعبير عن الهوية الفلسطينية في الجامعات تنسجم مع التيارات السياسية التي تتناول هذه القضية وتصيغ وجدان الطلبة على اساسها ولعل النتائج المتحققة في الاردنية تعكس الثقل الاخواني فلسطينيا، مقابل تواضع الحضور الفتحاوي وانحسار الحضور اليساري الفلسطيني في الاردن عبر عدم تمكن كتلة التجديد تجاوز عتبة النجاح.
اما انقسام الجسم الطلابي الوطني على كتلتين فهو انقسام صحي ومهم خصوصا انم النشامى القائمة، طرحت فكرة الهوية الجامعة عبر برنامجها مع تعاطيها الواقعي مع الهويات الفرعية في محاولة لتوظيفها على طريق تجاوزها وهي محاولة صادقة وحقيقة ولكنها تواجه تراثا من الهويات الفرعية المهيمنة والتي سيكون من المستحيل تجاوزها عبر العمل الطلابي منفردا، بينما كانت كتلة الكرامة انعكاس للتنافس الداخلي في سياق المشروع الوطني وهو تنافس مشروع في ظل غياب اطار مرجعي يمكن من خلاله حصر الرؤيا الوطنية في اطار النشامى منفردا.
وعليه؛ لقد خرجت الكرامة والنشامى كتعببرات عن الحاجة الماسة للرؤيا والمشروع الوطني ، وفي ذات الوقت شكل العمل الطلابي المميز والنوعي في الجامعة ادانة للمجتمع والقوى السياسية والوطنية وللجامعة الاردنية لفشل تلك الاطر في صياغة رؤيا وطنية جامعة وفشل الجامعة في صياغة الهوية الجامعة في ظل ان الخطاب المهيمن على الكادر الاكاديمي والاداري هو خطاب الهويات الفرعية.
عمليا اظهر طلاب الجامعة الاردنية انهم اكثر تقدمية واكثر نضوجا من الجميع ولعل تلك التحديات التي تعصف بالجسم الطلابي المفارق لكل الصيغ الماضية تنسجم مع حالة التجاوز التي تتمظهر وطنيا في الخطاب الاحتجاجي الذي اعلن انه تجاوز الصيغ البيروقراطية والعشائرية القائمة سعيا الى التماثل مع بنية لم تتشكل بعد لعل القادر الوحيد على التقاط تلك الحالة والتماهي معها ودفعها الى الامام هو المشروع الوطني الغائب الحاضر دوما.

نيسان ـ نشر في 2019-04-21 الساعة 20:38


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً