اتصل بنا
 

'بين نيوزلندا وسيريلانكا.. متى ننجو من كراهيتنا؟

كاتبة صحافية

نيسان ـ نشر في 2019-04-21 الساعة 17:06

نيسان ـ في احد دروس اللغة العربية حمل العنوان "العالم أصبح قرية صغيرة", اذكر حينها أن العنوان سرقني قبل الدرس, واذكر جيداً كمية الإندهاش والتفاؤل التي تملكتني خصوصاً وأن الإنترنت كان محدود الإنتشار , ومواقع التواصل الإجتماعي الحالية لا وجود لها .
مع التطور السريع وتقربة البعيد, كانت النوايا الظاهرة لمبتكري منصات التواصل عبر الإنترنت, الإنفتاح على العالم من مشرقه لمغربه, والتعرف على ثقافات الشعوب واكتساب العادات والسلوك الجيد, كانت النوايا بخلق فكر واحد لعله المنقذ والمقلل للحروب التي يعاصرها الإنسان.
قبل أكثر من شهر فُجع المسلمون بالحادثة الإرهابية التي استهدفت مسجدين في نيوزلندا, صدى أنين المسلمين لامس نيوزلندا بل معظم دول العالم التي عبرت عن استنكارها لما تعرض له المسلمون من وحشية, اما ما خفف الأوجاع قليلاً فهو ردة فعل رئيسة وزراء نيوزلندا حين ارتدت الحجاب تضامناً مع المسلمين, فضلا عن الوقفات التضامنية في مختلف البلدان تخللها ايضاً ارتداء الحجاب ورفع شعارات تضامنية والمسلمين.
وبعد أسابيع فجع المسيحيون بحادثة احتراق كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس, والتي تعد أول كنيسة هناك, يعود انشاؤها للعصور الوسطى, ورغم الالم لما حدث لهذا الصرح الديني والذي لم يكن في حادثة احتراقه اي خسائر بالأرواح - بحمدالله – إلا أن الجهل لم يمنع بعض الشامتين من بث سموم أفكارهم عبر منصات التواصل الإجتماعي, متشددين بآرائهم بتعصب مقيت، في مشهد يؤكد تفتيت أدميتنا واختفاء معالمها بعد ان استسلمنا للوحوش في اعماقنا.
اليوم وبعد أيام من حادثة الكاتدرائية , تجددت جروح المسيحيين، بل تجددت أوجاع كل من يحتفظ ولو بالقليل من إنسانيته, بسبب حوادث التفجير الإرهابية التي استهدفت كنيستين وفندقين في سيريلانكا , تزامناً مع الإحتفال بعيد الفصح.
هذه الحادثة رغم بشاعتها وعدد الضحايا فيها, رغم مسالمة شعبها, ورغم ماوصلنا إليه من تطور وما يعتبره البعض "تحضرا" , عادت سموم الجهل تبث في آراء البعض عبر منصات التواصل الإجتماعي, وعاد خطاب الكراهية بين الأديان, واثبتنا للغرب أن الجهل أصيلة لا يعيش البعض دونها.
إنسانيتنا التي نحمل اسمها وتخلى البعض عنها، فغدا مجردا منها، خطيرا على من حوله.
قابلنا الإحسان بالإساءة والود بالإجحاف, عكسنا ما يخالف الانسانية والمحبة, وصببنا على نار المتألمين زيتاً, ليتبين أن البراويز اللامعة مازال محتواها متسخاً.

نيسان ـ نشر في 2019-04-21 الساعة 17:06


رأي: فاطمة العفيشات كاتبة صحافية

الكلمات الأكثر بحثاً