اتصل بنا
 

بناء رأس المال الاجتماعي

كاتب وباحث أردني - رئيس مجلس إدارة نماء للاستشارات الاستراتيجية

نيسان ـ نشر في 2019-03-26 الساعة 10:16

نيسان ـ إحدى القضایا المقلقة الیوم ھي تراجع رأس المال الاجتماعي في الأردن خلال ھذا العقد بنحو ُ النصف. ویقاس رأس المال الاجتماعي بعدة مؤشرات أھمھا مدى الثقة القائمة بین المواطنین بعضھم ببعض وبین المواطنین والمؤسسات العامة.
إذ انخفضت نسبة من یقولون من الأردنیین أنھ ”یمكن الثقة بأغلب الناس“ من 31 % في العام 2007 إلى 16 % في نھایة العام 2018.
وبالمقابل ارتفعت نسبة الذین یقولون بأن أغلب الناس لا یمكن الثقة بھم من 69 % إلى 84% في ذات الفترة حسب بیانات المسح العالمي للقیم Survey Vales World الذي نفذت آخر موجة منھ نماء للاستشارات الاستراتیجیة في كل من الأردن ولبنان ومصر والعراق. ویرتبط ھذا التراجع بمؤشرات أخرى مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر وارتفاع كلف المعیشة الذي یؤدي لضعف الثقة بالمؤسسات العامة القائمة على رعایة الاقتصاد الوطني.
التداعیات التي قد تنجم عن تراجع الثقة بین الناس ببعضھم من جھة، وبینھم وبین المؤسسات تشمل تراجع التسامح المجتمعي وازدیاد عدم الاستقرار الاجتماعي والسیاسي المرتبط بعدم الرضا عن الأوضاع العامة مثل الاعتقاد السائد بین ثلثي الأردنیین بأن البلد ”یسیر بالاتجاه“ الخاطئ.
كما أن ضعف رأس المال الاجتماعي لا یقود لبناء نمو اقتصادي لأن النمو الاقتصادي یتحقق بشكل أفضل في علاقة تبادلیة مع نمو رأس المال الاجتماعي. ینمو رأس المال الاجتماعي من خلال العمل الجماعي الطوعي.
ولدینا في الأردن فرصة لتحویل العمل التعاوني الذي تقوم بھ الآن نحو 1600 جمعیة تعاونیة، ینشط منھا 1200 وبحجم عضویة 145000 عضو، إلى مجال نشاط متكامل لإعادة بناء منظومة العمل التعاوني الاقتصادي في مجالات الزراعة والصناعة الخفیفة والسیاحة.
لا یحظى العمل التعاوني بالرعایة الحكومیة الكافیة، ویحتاج لعمل جاد ومتمیز لنقلھ مما ھو علیھ لخلیة إنتاج اقتصادي وأمان واستقرار إجتماعي. ولا یقتصر بناء رأس المال الاجتماعي على العمل التعاوني وإنما یشمل الأندیة الثقافیة والریاضیة والجمعیات الخیریة، ولكن على الرغم من وجود نحو 700 ھیئة ثقافیة ومئات الأندیة الأخرى، إلا أن تراجع رأس المال الاجتماعي یؤشر إلى خلل بنیوي وعملیاتي، إضافة للعامل الاقتصادي، في ھذه القطاعات.
. * رئیس مجلس إدارة نماء للاستشارات الاستراتیجیة
الغد

نيسان ـ نشر في 2019-03-26 الساعة 10:16


رأي: د. فارس بريزات كاتب وباحث أردني - رئيس مجلس إدارة نماء للاستشارات الاستراتيجية

الكلمات الأكثر بحثاً