في' الزرقاء' كانت القدس حاضرة والعين الاردنية حمراء

نيسان ـ أراد الملك من الزرقاء إن يقطع قول كل خطيب، ومن الزرقاء تحديدا التى يعرفها الملك عن قرب ويعرفها الاردنيون ليس فحسب مدينة العسكر ومدينة العمال ومدينة انموذجا فريدا في العيش المشترك وفي الاختلاط والتنوع والتعددية ومدينة اللجوء، والمدينة التى لاتنام، والمدينة التى قهرت الظروف وصمدت وأعطت للاردن كل شيء وما منت.
وحين يختار الملك الزرقاء، إن يكون فيها وبين أهاليها وبعد أيام قليلة من زيارة عمل للولايات المتحدة الأمريكية، يكون في جعبة الملك ما يريد أن يقوله علانية ولا يصلح إن يقال إلا علانية و في الزرقاء مدينة الوحدة الوطنية ومدينة الالفة ومدينة الوضوح والشفافية على مدى التاريخ الجلي
وإذا كانت القدس والأقصى وكل المقدسات، قد حظيت بكلام ملكي "حازم وحاسم ومختصر مفيد".. أكد من خلاله وفي مناسبة عزيزة على الأردنيين جميعا، باحتفالنا السنوي بذكرى معركة الكرامة، التى استعدنا فيها جيشا وشعبا الكرامة، إننا ملكا وشعبا ووطنا لن نفرط بالكرامة متمسكين بالثوابت والنهج وبي ولايتنا التاريخية الدينية كدولة ومملكة هاشمية على الأقصى وكل المقدسات وإن هذا الدور فاظلا وعظيما يجلب علينا هذه الأيام الضغوطات تلو الضغوطات والمساومات وهو الاعتراف الملكي الأول، من نوعه بوقوع ضغوطات علينا احتاجت إن يرد الملك عليها من الزرقاء بكل عنفوان وتحدي مسنودا بالتأكيد على التفاف شعبي وطني أردني وحدوي مامول وموجود لا يقبل الحياد ولا الانصياع ولا التفريط والمزاودة والركوع بل هو والشجاعة والصمود صنوان تؤامان وهي بالضرورة معركة بقاء وحياة كعهد الأعداء قبل الاصدقاء بمعارك الأردن المصيرية في التحرر والاستقلال والبناء والصمود والاصلاح.
وفي الزرقاء وبين سطور خطاب الملك ثمة رسالة اهم واخطر من رسالة الأقصى وهى رسالة تأكيد وتجذير الولاية العامة للدولة للدولة بالاشارة الملكية الذكيةان جهد الديوان الملكي جهد محدود بالإمكانيات ورديف لجهد الحكومة في عملها ومسيرتها حين أشار إلى مشكلة التلوث المزمن في البيئة الذي وحسب قول الملك سنوجه بتشكيل فريق حكومي ليزور الزرقاء قريبا ويكون على مقربة من الواقع ويشترع حلولا للمشكلات الواقع بواقعية وموضوعية.
وهذه الرسالة جاءت أيضا في توقيتها المناسب ونحاول نرى زج الديوان في مشكلات كالتعطل والبطالة المعقدة التى هى من صلب عمل الحكومة والتى رأينا إنها تحتمي ببيت الاردنيين وتحاول هي أو أي جهة أخرى وضع هذا البيت في مواجهة أزمة من أزمات هي في صلب الولاية العامة للحكومة التي ينوبها الملك بموجب الدستور توليها ومتابعتها كما تظهر ها كتب التكليف السامي للحكومات إي حكومة.
في الزرقاء ظهرت العين الاردنية حمراء وعكست اطمئنانا مفقودا ومخاوف مرعبة وتشكيكات مريبة تقض المضاجع باستمرار وتكون المشاهد الوطنية عامرة بالضبابية والاضطراب.