اتصل بنا
 

مجد..شوكة في حلق الحكومة

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-01-23 الساعة 12:19

مجد.. شوكة في حلق الحكومة ـ
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...من عادة الأردنيين الاشتباك حد التفاصيل بأسماء التعديل، الناس تهتم كثيراً بالخارجين والداخلين للحكومة، ومن عادة الأردنيين أيضاً الزج بأسماء بعينها بقصد الترويج لها أمام صانع القرار، لكن في التعديل الأخير جرت الأشياء على طريقة تفجير صوامع العقبة في نسختها الأولى.
كان بإمكان الرزاز تحريك مجد الشويكة بين كراسي الحكومة بكل هدوء ومن دون ضجيج، وكان بإمكانه ضم التربية والتعليم إليها، وكان بمقدوره تكليفها بتسيير أمور السياحة أيضاً، لكنه أصر على تفجير نفسه وفريقه بدلا من ضخ دماء وطنية جديدة تعيد ترميم العلاقة الرسمية مع الناس.
جاء التعديل وتقاسمت معه شويكة الحقائب والمناصب، شويكة حاضرة في كل شيء، هي ملح الحكومة وزادها، وهي هواء رزازي لا نستطيع العيش من دونه، هي أول الفرج وأصدق التجارب، هي الملاذ من كل هذا الخراب.
ما السر في تقافز الوزيرة بأحبال مشدودة من شجرة وزارية إلى أخرى؟ ثم ما النجاح الذي تحقق على يد الوزيرة في وزارة الاتصالات وتكنولوجیا المعلومات، حين اختارها الرئيس الأسبق عبدالله النسور، عام 2015 ؛ ليدشن بذلك مرحلة أردنية جديدة عنوانها "الشويكة لا تذبل".
نعم الشويكة لا تذبل، إنها سيدة من لغز.
وكأن في القضية ما يعقدها أكثر مما ينبغي، ذهب النسور وبقيت الشويكة لكنها تمددت، وأخذت حقيبة وزارة تطویر القطاع العام إلى جانب الاتصالات، حتى أقسم الرئيس السابق هاني الملقي يمنه رئيسا للوزراء، فمنحها "الاتصالات وتكنولوجیا المعلومات وتطویر القطاع العام".
لم تقف شويكة عند هذا الحد، بل إنها كفّنت الرجل يوم 30- أيار الفائت، ولبست السواد؛ حداداً على أرواح زملائها، قبل أن يتم استدعاؤها على وجه السرعة لتكون رأس حربة مع الدكتور عمر الرزاز، فالمرحلة لا تحتمل مزيداً من الأخطاء.
يا ألله كم تعبت شويكة!! يا ألله كم أثقلنا عليها ونحن نعذبها بين هذه الوزارة وتلك!! وكلما نجحت السيدة في مهمة أسندنا إليها مهمة جديدة، فلا كفاءات لدينا ولا خبرات حقيقية..
شويكة تجشّمت عناء تطوير أربع وزارات من دون أن تتعب أو حتى تشكو؛ وزارة تطوير الآداء المؤسسي، وزارة الاتصالات، وزارة تطوير القطاع العام، وزارة السياحة والآثار، إضافة إلى تكليفها بصلاحيات تطوير الأداء المؤسّسي والسياسات في رئاسة الوزراء.
شويكة الحاصلة على درجة البكالوریس في العلوم المالیة والمصرفیة من جامعة اليرموك سيدة من نجاح، شويكة -أطال الله بعمرها ومتعها بكثرة الحقائب- تحملتنا طوال كل هذه السنوات، وتحمّلت أميتنا وعجزنا وجهلنا وصاغت لنا مستقبلاً آمناً، مستقبل لا أشواك فيه، مستقبل "أورنجي" نتصل عبره بالحب والتطوير والسياحة، ثم نمضي نحدّث الغرب بأشداق مشدودة عن انحيازنا للمرأة .لا أحد يسألنا عن السر الرابط بين شهادتها في المصرفية والمالية وبين الاتصالات والسياحة وتطوير سياسات رئاسة الوزراء فالحكومة تعرف أكثر مما نعرف، وعلينا أن نسلم أمرنا رغم إيماننا بأن تلك المؤسسات تحتاج خبرات فنية عالية ودرجات علمية عالية؛ لتتمكن من فك ألغازها.يا عمي في شيء غلط أكبر منا وأعمق من إدراكنا البسيط..بس على أية حال ألف مبارك ومنها للأعلى يا رب.

نيسان ـ نشر في 2019-01-23 الساعة 12:19


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً