اتصل بنا
 

تناقضات ........أم إرادة من؟

نيسان ـ نشر في 2019-01-19 الساعة 16:09

نيسان ـ منذ سنوات تعد على الاصابع يذكرها الناس بآثارها الواضحة للعيان من تدمير وتشريد وحرمان كان ما سمي بالربيع العربي افاقت الشعوب واستيقظ المارد ونحي الطغيان وهللوا ومجدوا نحن هنا والشعب يريد وكانت ارادة ...ولكن أرادة من ؟
الشعب ينتخب وينجح المثقفون ويصفق العوام ويعتلى راس الهرم رجل مارس السياسة والادارة يقود البلاد الى التصويب والاصلاح السياسي والاداري والديمقراطية ومجلس جديد يشرع والناس في انبهار وتعجب رحل الفاسد والفاسدون وهلك الطغاة وها نحن نحقق المستقبل .
وفي غمرة الفرح والبشر بالجديد يختلط الامر ، ما هكذا اردنا ولا هكذا نريد اعيدوا الكرة من جديد ويبدأ البحث اين الخطأ ومن الذي اخطأ وإذا الشعب مرة أخرى يريد ولكن هذه المرة لا يعرف الشعب ماذا يريد وتدور رحى الزمان وإذا الذي رحل قد عاد بصورة صنعها الشعب أو صنعت له ليصدقوا أنهم صنعوا ربيعاً وازهر الربيع وحان وقت القطاف واذا الجنى سجون وتعذيب وقتل وتشريد واذا التشريع مقدس والحاكم الجديد يفعل ما نريد وأن لم نريد ( لا اريكم الا ما ارى ) والحالمون والطامعون يفرحون قد تلوح الفرصة من هنا أو هناك وراكبو الامواج مسرعون الى ما يظنون انه مغنم ولا ضير من يخسر.
غير أن باصراً لا مبصراً من شدة الذهول قال يوماً كأنه هو أو ربما هو ...حينها فقط ادرك الفرحون أنه لا إرادة لهم وأنهم مجرد أداة لجهة اخرى كان لها مصالح فسخرت أو نفذت ما كانوا له يخططون ...فهم اللاعبون ونحن مجرد احجار على رقعة الشطرنج يحركونها كيفما اتفق، فبه يكسبون ومنا من يصنع الوهم بطلا يقدس او منقذا يتبع، وفي الحقيقة الشعب لا يريد ولم يكن يريد بل هم ارادوا وقلنا هل من مزيد ..
فعراقنا محتل وشامنا أفل وامتي من الخليج للمحيط تهوي الى حتى الحافة وربيعنا لم يزهر وزهرنا ذبل.
نريد ان يكون لنا لا بنا فإذا ادركنا ما نريد فمسلك وحيد به اجتمعنا من قبل وهو الحبل الشديد والفتل المتين وحين تركناه لم نعد نريد بل هو أو هم يريدون بأيدينا والقتل منا والقتيل، فهل نريد حقاً أن كان نعم فاعتصموا هي السبيل عندها نريد.

نيسان ـ نشر في 2019-01-19 الساعة 16:09


رأي: طارق الهاشم

الكلمات الأكثر بحثاً