اتصل بنا
 

حين يكون الصمت من ذهب والكلام بعض من حشو

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-01-19 الساعة 12:18

نيسان ـ يا اخي مش «لاعن » سنسفيل البلد، الا الكلام والحكي الكبير الفخيم, والخطب الرنانة والورش المدفوعة والمحاضرات الممجوجة والمهرجانات المقموعة والمباعة أو المدفوعة سلفا ..!!
الكل نازل حكي وتنظيروتصفيط كلمات.. الكل بحكي, رجل الدولة بحكي،«وهذا واجب » صاحب القرار بحكي «هي من مسؤولياته» ،ممثل الشعب بحكي ليسمع قواعده الانتخابية ، والمثقف بحكي،على سبيل التلميع ، السياسي بحكي لابراز وجهة نظره، والاقتصادي بحكي لتنوير الناس-المرأة بتحكي لابراز مفاتنها العقلية، الطفل بحكي، المعلم بحكي بيوصل المعلومات للطلبة استاذ الجامعة بحكي،عامل النظافة بحكي ،السائق بحكي، الصحفي "برغي" كثيرا، المبدع موجوع وكلامه ببكي، الطبيب بحكي، الشيخ بحكي ،الكاهن بحكي ،العسكري بحكي ليقول اوامرك سيدي..بس الطامة الكبرى ان.. الكل بحكي بس ما حدا بسمع او ما حدا سامع...!!
وهؤلا وكاتب هذا النص منهم نثروا مئات الاطنان من الكلام لكن وعلى ما يبدو بحكوا لبعض وبنظروا على بعض يحاضرون لبعض وبخطبوا لبعض والبقية اذا توفرت بقية «تراها اذن من طين واذن من عجين » !
في الزمانات على ما اذكر كان في البلد الواحدة من ٢ الى ٣ كلاموجيين، بحكوا كويس وهناك من يسمع ويستمع ويستئنس بالكلام وتنفرج اساريره على حلو الكلام، وما يلبث مفعوله إن ينتهي بسرعة كما خط وقيل واسمع بسرعة .!
الان هناك اكوزبون من الحكي ومباريات شرسة في نثر الكلام.. اي كلام، وعليك ان تستمع وتقرأ من عدة زوايا ولكمشة من الاسباب الي محرزة اوغير محرزة وهناك للأسف من ينتظر ليقبض ثمن الكلام مالا، اعطيات معنوية أو منصبا ما وعلى اعتقاد طبع واهم إن الكلام المحلي إي إنه مصنوع محليا له سوق رائجة ومكسبة أكثر من الكلام الفرنجي الذي يعد برنجي.
واذا كنا تعلمنا ان الكلام من فضة فالصمت من ذهب لهذا انا اهرول ببطء وروية الى الصمت كي لا اكون جزءا من الكارثة المقبلة علينا والمدبرة!!
وصباح الخير عليك يا بلد لما تصمت لحين حتى لا تهرول لبعيد.

نيسان ـ نشر في 2019-01-19 الساعة 12:18


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً