اتصل بنا
 

طبيبة تترجم حزنها على موت ابنها برعاية (110) يتيماً بالزرقاء

نيسان ـ نشر في 2019-01-11 الساعة 15:28

x
نيسان ـ لم تجد الطبيبة الأردنية الدكتورة سوزان عبدو التي تعيش في أمريكا وتحمل جنسيتها منذ ثلاثين عاما ، وسيلة لتتغلب على حزنها الشديد بفقدان فلذة كبدها " رامي " ، إلا من خلال إطلاقها لمبادرة " مشروع رامي لرعاية الأيتام " تخليدا لذكرى ابنها العزيز على قلبها .
وبينت طبيبة الباطنية ورعاية كبار السن سوزان عبدو أنها فقدت ابنها رامي اثر حادث سير مؤلم أثناء قيادته للدراجة ، بعد أن أنهى دراسته الجامعية في جامعة ميريلاند الأمريكية بتخصص العلوم السياسية ، إذ كان يحضر لإكمال دراساته العليا في الحقوق ، إلا أن القدر لم يمهله ، لتخلف وفاته حزنا كبيرا في قلب والدته المكلومة.
وأضافت أنها وجدت أن أفضل وسيلة لتجاوز حزنها الشديد هو مساعدة الأيتام والفقراء والمحتاجين في موطنها الأردن ، وبالتحديد في مدينة الزرقاء منذ شهر آب عام 2017 بعد مرور عشرة أشهر على وفاة ابنها رامي ، وذلك نظرا لأن ابنها رامي كان يحب الأطفال كثير ويحب التعليم .
وأشارت، أثناء التحضير للحفل الذي نظمه مركز التوعية والإرشاد الأسري في الزرقاء احتفاءً بانضمام أطفال أيتام جدد لمبادرة " مشروع رامي لرعاية الأطفال الأيتام والفقراء " الى ان مبادرتها بدأت بكفالة (38 ) يتيما تتراوح أعمارهم ما بين 6 وحتى 16 عاما منذ عام 2017 ، حيث نظم المركز هذا الحفل بمناسبة انضمام أطفال جدد لمبادرة " مشروع رامي " ليصبح العدد( 110 ) طفلا وطفلة وليمتد المشروع حتى عام (2021) ،لافتة إلى أن( 80 ) بالمائة منهم أيتام والبقية من ذوي العائلات الفقيرة جدا.
وبينت أن الأطفال المشمولين بالمبادرة يقومون بزيارة المركز مرتين أو ثلاث مرات خلال الأسبوع يتلقون خلالها وجبات الطعام وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهم ، وتوعيتهم وإرشادهم من خلال عشرة موظفين وباحثات اجتماعيات "، حيث يتم التركيز على أعطائهم دروس تقوية في الرياضيات واللغة الانجليزية والحاسوب ، إلى جانب تعليمهم مهارات الحياة الأساسية ، وتطوير سلوكياتهم من خلال تكريس العمل بروح الفريق وترسيخ نهج التعاون والتشاركية لديهم .
كما يتم التركيز على تنمية مهاراتهم في فنون المسرح و الرسم والموسيقى ، حيث يتمتع ( 25 ) طفلا وطفلة بموهبة التمثيل والمسرح، إضافة إلى وجود أطفال متميزين في مجالات عدة كالموسيقى والرياضة ، مشيرة إلى التنسيق المباشر مع مديرية ثقافة الزرقاء والجهات المعنية الأخرى لرعاية مواهبهم وتنميها .
وبخصوص الأموال المخصصة لمبادرة مشروع " رامي " بينت الدكتورة سوزان عبدو أنها بدأت المبادرة بثلاثين ألف دولار أمريكية ، كانت مخصصة لإكمال دارسة ابنها رامي الجامعية ،مشيرة إلى أن الأموال المخصصة للأطفال ستزيد لتصبح ( 100 ) ألف دولار الآن مع زيادة عدد الأطفال المشمولين بالمبادرة إلى( 110 ) طفلا وطفلة .
وعبرت عن رغبتها بتوفير المساعدة والرعاية لأكبر عدد ممكن من الأطفال الأيتام والمحتاجين ، متمنية وجود محسنين كثر، ليواصلوا دعم الأطفال ورفع مستواهم ورفع المعاناة عنهم .
وقبل بدء الاحتفال ، الذي قدم خلاله الأطفال مجموعة من الفقرات الفنية والغنائية والرقصات والعروض المسرحية التي عبرت عن المهارات التي يتمتعون بها ، بينت الطبيبة سوزان بحضور ابنتها لينا التي تساندها في المبادرة ، ضرورة إضافة معلمة لغة انجليزية للعناية بالأطفال ، حيث استجابت مديرة المركز ناديا بشناق لهذه الرغبة نظرا لأهمية اللغة الانجليزية ولتمكينهم ولتلبية متطلبات الأطفال بعد زيادة عددهم .
من جهتها أشادت رئيس مركز التوعية والإرشاد الأسري ناديا بشناق بمشروع رامي الذي يهدف لتحقيق الرفاه النفسي والاجتماعي للأطفال وتوفير مناخ صحي مناسب للأطفال ومساعدتهم من أجل حياة فضلى .
وأضافت ان " مبادرة مشروع رامي " تعنى بتوفير برامج تدريبية لامنهجية في الرياضيات والحاسوب والمسرح ، إلى جانب التركيز على برامج ترفيهية ومهارات التواصل والاتصال والحوار للتعبير عن متطلبات الأطفال والتحديات التي يواجهونها .
وأثناء الاحتفال قدم الأطفال المشمولين بمبادرة مشروع رامي ، عرض مسرحيتين توعويتين بعنوان " حقوق الطفل " و " المحافظة على البيئة " إضافة إلى فقرات فنية وغنائية وفقرات شعرية وأناشيد وطنية ورقصات تعبيرية .
وفي ختام الاحتفال ، الذي تابعه جمع من ممثلي المجتمع المحلي ، عبرت سوزان عبدو ، عن شكرها للمركز لما لاحظته من تغيير وتطوير على سلوكيات الأطفال منذ السنة الماضية وحتى الآن ، الأمر الذي يدل على الجهود الكبيرة التي يبذلها المركز والموظفين والباحثات الاجتماعيات .
--(بترا)

نيسان ـ نشر في 2019-01-11 الساعة 15:28

الكلمات الأكثر بحثاً