اتصل بنا
 

الحكومة تختطف (غضبة) الأردنيين لترقع عطب طائرتها الخربانة

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-09-20 الساعة 12:34

الحكومة تختطف (غضبة) الأردنيين لترقع عطب
نيسان ـ إبراهيم قبيلات... انتهت اللعبة، بعد أن راوحنا على مدار الأيام الفائتة بين عناوين جذابة وأخرى صادمة؛ لنعكس بها قسوة المحافظات وغلظتها على الفريق الوزاري؛ فيصوغها الرئيس عمر الرزاز، بجمل سياسية واقتصادية يفهمها جيدا أصدقاؤه القدماء في صندوق النقد الدولي.
"فريق" استكمل مهمته من دون أن يشرح مادة واحدة من مسودة القانون المعدل لضريبة الدخل في محافظات غالت من صراخها وهتافها في وجه الحكومة، فيما هيأ رجال الامن انسحابا آمنا للفريق، تاركين خلفهم الكثير من العناوين الفرعية والرئيسية.
أهذا هو الحوار المجتمعي؟. وهل نجحت الحكومة في الترويج لمشروعها؟ أم أن الناس ازدادت غضباً فوق غضب ؟
جميع المشاهد التي سيطرت على الواجهات الإلكترونية وانتشرت على وسائل الاتصال المجتمعي كانت تعكس مطالب مجتمعية في إيجاد فرص عمل، أو تحسين شروط الحياة للمواطنين، أو النبش في القبور ودفائن الفاسدين، أما ضريبة الدخل فلم نستمع لصوت واحد، يفند مواد المشروع ويضع ملاحظاته بهدوء.
الناس في المحافظات مشغولة بالفقر والبطالة، ويتملكها شعور بالغضب على الحكومات، وتصر على محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال العامة، ومحاربة التهرب الضريبي كمتطلب أساسي ليس لمناقشة مشروع القانون، بل لعبور مرحلة صعبة من عمر الدولة الأردنية، فراحت تتسابق فيما بينها على إنتاج مشاهد جريئة عن طرد الوزراء والتعزير بهم.
على ان قراءة المشهد برمته تضعنا امام خيارين من باب حسن النوايا؛ يرجح الاول قدرة العقل الرسمي على استثمار الغضبة الشعبية الجارفة في المحافظات لصالح إيجاد مساحات جديدية ومريحة مع صندوق النقد الدولي تجاه ملف الإصلاح الاقتصادي بعامة، ومشروع ضريبة الدخل بخاصة.
ويذهب الخيار الثاني إلى أن الحكومة استبقت الزمن، وعملت على فتح طاقات كثيرة في الشارع من اجل التنفيس على الناس بعد أن وصلت حالة الاحتقان لمستويات متقدمة، في وقت تقول به الناس إن المستفيد من كل ذلك البنوك والاغنياء.
وعلى لسان عرّاب القانون، نائب رئيس الوزراء، رجائي المعشر فإن "صندوق النقد الدولي طلب من الحكومة أن يوافق مجلس النواب على الصيغة الحالية لمشروع الضريبة ".
المعشر يود لو تحمل الحكومة غضبة الأردنيين بيدها اليمين ثم تضعها في صندوق النقد الدولي على أمل الوصول إلى مناخات أخرى ترقع بها الحكومة العطب الذي أصاب طائرتها بعد ان فقدت توازنها.

نيسان ـ نشر في 2018-09-20 الساعة 12:34


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً