اتصل بنا
 

حفلات دموية لتنصيب محمد دحلان على رأس السلطة الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2015-07-06 الساعة 02:39

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

تحرك على أعلى المستويات الرسمية العربية لتنصيب - القيادي المفصول من حركة فتح- محمد دحلان خليفة لرئيس السلطة الحالي محمود عباس.

يدرك الفلسطينيون اليوم أنهم وبعد عقود من العمل السياسي بفرعيه المعترف به دوليا والمقاوم غير المعترف به بل والمحارب أن الساحة الفلسطينية وبفعل عوامل كثيرة هشمت كل القيادات المفترضة حتى فرغت الساحة سوى من القيادات المعترف بها اسرائيليا وبالتالي دوليا.

اليوم لا يوجد اسم يرفع كخليفة لعباس سوى دحلان المقيم في دولة الامارات العربية المتحدة.

الدعم الرسمي العربي لدحلان تقوده عدة عواصم عربية من بينها الأردن والامارات ومصر السيسي. ما يعني أن الرجل يحوز على "حبل متين"، سوى أن هذا الحبل يواجه حتى الآن برفض من قبل الرأي العام الفلسطيني، لما يحيط بدحلان من علامات استفهام عديدة اعترف هو ببعضها ويبدو أن المستقبل كفيل بكشف الباقي.

ونشط دحلان مؤخرا في عمليات إعلانية إعلامية ضخمة دفع لها ملايين الدولارات شاركت فيها وسائل إعلام عدة.

وتعد الخطة الرسمية العربية سلة متكاملة لدحلان من اجل توفير الاجواء المناسبة له للانقضاض على سلطة رام الله.

وتمتلك محفظة دحلان ما يكفي لاقناع الكثير من عناصر أجهزة التنسيق الأمني الفلسطينية مع إسرائيل انه الوحيد الذي يمكن أن يقعد في كرسي خشبي (هش شعبيا متين دوليا) يسمى كرسي رئاسة السلطة الفلسطينية.

ويتوقع المتابعون للبيت الفلسطيني أن دحلان قاب قوسين أو اقل من كرسي السلطة ولديهم شواهدهم على ذلك.

وتشارك في هذه الحفلة الدموية اجهزة فلسطينية سياسية رسمية، آخرها ما جاء على لسان وزير الخارجية الفلسطينيّ رياض المالكي، عندما قال إن "السلطة الفلسطينية باتت مقتنعة بتورط حركة حماس في أحداث سيناء". ما يعني: (يا مصر لك كل الحق في الاعتداء على القطاع. علما بانها ليست المرة الأولى التي تشترك فيها السلطة بالتحريض على القطاع، ففي العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الاخير شارك محمود عباس ومسؤولو السلطة بالتحريض على ضرب غزة.

ووفق المالكي فإن "القاهرة أبلغت رام الله وأطرافا أخرى أنها تملك أدلة على تورط الحركة في الهجمات على قوات الجيش والشرطة المصرية في سيناء".

عموما دحلان كان قد هرب أو طرد من غزة إبّان حسم حركة المقاومة الفلسطينية حماس للانفلات الأمني والسياسي الذي كان يعاني منه قطاع غزة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. لكن دحلان لاحقا تمكن من نسج خيوط مثيرة للاستفهام تتمدد في جغرافيا واسعة، تمتد من ليبيا حيث المغرب العربي الى نيل مصر، ومرورا في خليج عربي يبدو اليوم تائها.

ويتزامن الحراك الرسمي لتنصيب دحلان فوق خشب سلطة لا سلطة لها، مع حراك مثير للارتباب اسرائيليا ومصريا تجاه قطاع غزة، وتحديدا من جهة سيناء، حيث العمل جار على قدم وساق لاحلال داعش مكان الجيش المصري في سيناء، من اجل توفير الظروف الملائمة لاعلان داعش حربها على المقاومين في غزة وإراحة إسرائيل من مؤنة قتالهم.

لكن ذلك يتزامن أيضا مع حملة شرسة من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية - التي تميل كثير من قياداتها لدحلان – ضد عناصر حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية، وهو ما يساعد على اضعاف كذلك سلطة عباس الذي يبدو انه مقتنع بأن من شأن هذه الحملة المخيفة على المقاومين في الضفة أن تشفع له اسرائيليا وامريكا وقبل ذلك عربيا، للكف عن مساعدة غريمة دحلان.

حفلات دموية يجري فيها تنصيب دحلان رئيسا للسلطة ويرافقها حراك عربي وإسرائيلي ودولي. يستند الرجل في خطته المستقبلية الى رغبة الامنيين في الضفة الغربية لدعم دحلان خاصة انهم في مجملهم متورطون في تسليم المطلوبين لإسرائيل.

في المشهد أيضا تظهر زوجة دحلان كناشطة اجتماعية في قطاع غزة يدعمها في ذلك بعدها العائلي.

مصدر في السلطة الفلسطينية قال لصحيفة نيسان أن الشواهد على قدوم دحلان كثيرة لكنه فضل الحديث عن مدى تساهل السلطات الإسرائيلية مع تحركات دحلان في الضفة والقطاع، لا بل إن الرجل يقول: حتى قلابات الرمل القادمة من شمال الضفة الغربية الى غزة تنفرد بحصانة شديدة في حين تخضع جميع الشاحنات والقلابات لفحوصات مخبرية شديدة.

المهم في المشهد هو ماذا تريد إسرائيل من دحلان الذي لديه ثأر دموي مع حماس، خاصة انه لا يختلف اثنان على ارتباطاته العضوية مع كيان الاحتلال منذ الإطاحة بالرئيس السابق ياسر عرفات.

نيسان ـ نشر في 2015-07-06 الساعة 02:39

الكلمات الأكثر بحثاً