اتصل بنا
 

الرزاز في مواجهة غضب شارع يحمل بيده ملفات ساخنة

نيسان ـ نشر في 2018-06-05 الساعة 16:55

x
نيسان ـ

أحسن صانع القرار اليوم باختيار الدكتور عمر الرزاز بديلا للدكتور هاني الملقي في رئاسة الحكومة، لقد أطفأ غضب كتلة كبيرة من الناس، لكنا نطمح الوصول إلى تغيير جذري في السياسات والرؤى؛ لنطمئن أكثر على مسيرة بلادنا.

لكن دماثة الرزاز ومحبة الناس له لن تكفي في تشكيل مناخات سياسية جديدة من دون أن يحصّن نفسه وحكومته منذ البداية بتثبيت ولايته العامة، فمخزون العاطفة سينفد إن لم تر الناس حقائق جديدة على أرض الواقع، بعيدا عن جيوبها وأرزافها.

مجدداً، نحن بأمس الحاجة إلى نهج جديد يبدأ بتشكيلة حكومية عمودها الفقري التكنوقراط، ونكهتا العامة وطنية بامتياز، وهو ما يتطلب من الرزاز أن يكون حذرا وصلبا أمام رغبة قوى الشد المتناثرة.

بالنسبة للنخب فإن تيار الدولة المدنية لا يكفي لإخراج الدولة من مأزقها - على أهميته - ولن يسكت الصوت الغاضب في الشوارع والدواوير.

ما يسكت الشارع نتائج سياسية واقتصادية تتناسب طردياً وحجم الطموح والغضب أيضا في صدور أردنيين ملّوا المكوث في قاع زجاجة الملقي ويطمحون للعيش بكرامة فقط.

سياسياً، المطلوب من الرجل ان يشتبك إيجابياً مع كامل الملفات الوطنية برؤية اردنية، الشارع سيبدأ عد الاخفاقات منذ الآن.

اليوم، هناك حالة انقسام في الشارع، فهناك من يقول انتصرت الناس، بعد أن استقال أو أقيل الدكتور هاني الملقي.. وهناك من يريد تحقيق المزيد من الانتصارات وصولا إلى إحداث تغييرات جوهرية في النهج والسياسات وليس في الأسماء والوجوه فقط، وهذا لا تكفي مجرد رغباتنا لتحقيقه.

المهم اليوم، أن الأردني لن يمل استحضار تفاصيل احتجاجات الرابع وهو يروي ما حدث لكل راغب.

فترة المئة يوم على تشكيل حكومة الرزاز ستكون كافية للحكم على المحطات المفصلية لحكومته، سواء من حيث الإنجاز أم من الانسجام بين فريقه الوزاري.

أمام الرزاز أسئلة وعناوين كبيرة تتطلب من الرجل مهارة وحنكة كبيرتين في امتصاص قلق الاردنيين وإطفاء غضبهم .

نيسان ـ نشر في 2018-06-05 الساعة 16:55

الكلمات الأكثر بحثاً