اتصل بنا
 

أفاعي الحقد والحسد تبتلع بهجة العيد..عيون فارغة وقلوب مليانة

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-06-09 الساعة 17:27

أفاعي الحقد والحسد تبتلع بهجة العيد..
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات...تكفّلت أحقاد الناس وأفاعيها بنزع بهجة العيد من قلوبنا؛ فتحول نبض الفرح إلى غصة في القلوب، بعد أن فشلنا في تدريب أنفسنا على المحبة، رغم انخراطنا بالمشروع الرمضاني الديني شكلياً، طوال ثلاثين يوماً من "الجوع" والصلاة والقيام.
كان القرآن حاضراً وفي متناول اليد، لكن تلاوته لم تخترق صوان قلوبنا، وسرعان ما اصطدمت بـ"جبال" من حقد وحسد وضغائن؛ فتكسرت هناك كل ادعاءاتنا بالتسامح والمغفرة والحب.
لسنا سوداويين حد التفحم، لكن الواقع البشع يعبّر عن نفسه بكل هدوء، ويقدّم أدلة كثيرة على فشلنا في كنس الدفائن والدمامل والحراثين من قلوبنا بالقرآن، وتطهير أرواحنا بالصيام والقيام.
في مجالسنا نتحدث ساعات طويلة عن التسامح والتعاضد وحتى الإيثار، لكن هذا يبقى في إطار فرد العضلات والوجاهات الاجتماعية وقتل ساعات الفراغ لا أكثر.
ما يرويه الجنوبي أبو يزيد لصحيفة نيسان من ألوان الغيظ يعني أننا لم نجنِ من حياتنا إلا سنوات من التعب والقهر، وإلا ما يجبر شقيقا على دس مئات الأعمال السحرية لشقيقه وفي أكثر من دولة عربية، رغم كل ما قدمه أبو يزيد من مساعدات مالية وإنسانية لكامل أسرته؛ ليعينها على الحياة المثقلة بالفقر.
أبو يزيد لم يُخلق لعائلة ثرية، إنما ولد على سفح جبل أجرد إلا من الحجارة والصخور البازلتية، فحفر هناك بصمت؛ ليشق دربه في حياة لا تحترم لا ضعيفها ولا فقيرها.
انتقل الرجل من الجنوب إلى العاصمة عمان بحكم طبيعة عمله، وعقب أن تقاعد قرر الانتقال إلى عالم الاستثمار في الإسكانات معتمداً على شهادته الهندسية وخبرته في المجال، فنثر الله في طريقه أسباب الرزق التي تحولت تالياً إلى ألغام من حسد وحقد زرعها شقيقه في دربه على امل تعطيله وتحطيمه.
طوال ثلاثين يوما من رمضان ظل أبو يزيد يذرع الطريق بين عمان والمحافظات بحثا عمن يرطب روحه ويشفي أبناءه من قيود السحر والشعوذة التي حاصرتهم في حياتهم ودراستهم.
أنفق الرجل أكثر من خمسين ألف دينار خلال مسلسل البحث عن النجاة من براثن السحر، فأخرج من منزله مئات الأعمال الشيطانية من دون أن يستعيد حياته الطبيعية الهادئة، فهو اليوم مسكون بالقلق وهواجس الغد، بعد أن خذلته الحياة حتى في شقيقه.
بالنسبة لأبي يزيد المشهد أكثر من صعب، ففي الوقت الذي يدس في جيب أخيه الكثير من الخمسينات و تمليكه شقتين وأكثر من محل تجاري يجتهد شقيقه في تعذيبه، وشيطنته وتلوعيه في أبنائه وبيته وحتى في تجارته.
نسوق شيئا من قصة أبي يزيد لنقول أن أفاعي الحقد والحسد في المجتمعات المغلقة توحشت مع الايام وصارت أكثر من "رصد" على أبواب غرف نومنا وتحت نوافذ منازلنا وحتى في الحفر الامتصاصية ولن يقتلها إلا تطويع أنفسنا على القناعة وتدريبها على الحب، لكن المعادلة أكثر من صعبة.

نيسان ـ نشر في 2019-06-09 الساعة 17:27


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً